الثلاثاء، 9 مايو 2017

أساليب الخدمة الاجتماعية مع نادية حجازي *سلايدات*

الفصل الاول : خدمة الفرد 
مفهوم خدمة الفرد 
تهدف هذه الطريقة الى مساعدة الفرد من خلال توفير متطلباته كافة واشباع حاجاته بما يمكنه من التكيف مع بيئته ومجتمعه واسرته وذاته . 
يوجد عدة تعريفات في الكتاب نخلص منها بالتعريف التالي :
خدمة الفرد هى الطريقة الاولي من طرق الخدمة الاجتماعية ذات مبادىء محددة  تمارس وفق المعايير الاخلاقية للمهنة ، تهدف الي مساعدة الافراد الذين يعانون من عدم المقدرة علي التكيف والتفاعل الاجتماعي الايجابي مع بيئاتهم واستثمار قدراتهم وتوظيف امكانياتهم للتغلب علي صعوبات عدم التكيف وعدم التوافق من خلال اخصائيين اجتماعيين متمرسين مستندين علي قاعدة معرفية وعلمية .
يعود الفضل في نشأة و ظهور خدمة الفرد كطريقة علمية منظمة إلى ( ماري ريتشموند )
نظريات طريقة خدمة الفرد :
1-  نظرية الدور : تتمثل استخداماتها في التالي : 
أ – الدراسة الاجتماعية          ب- التقدير الشخصي 
الهدف من نظرية الدور:
إكساب العميل القدرة علي القيام بأدواره المختلفة ومن خلال مستوى أدائي يتفق مع القيم والمعايير المجتمعية السائدة وإزالة اى معوقات يمكن ان تعوق عمليات الاداء . 
نظرية الدور كما هي مفيدة في عمليات الدراسة والتشخيص ، فهي تفيد ايضا في التعرف علي حالات الفشل في أداء الدور .
2- نظرية التحليل النفسي : 
مؤسس هذه النظرية هو الطبيب النفسي ( فرويد ) .
التحليل النفسي يفيد كثيرا كطريقة علاجية في خدمة الفرد من حيث اهتمامه كنظرية بعلاج اسباب المشكلات و الاضطرابات.
يمكن تحديد بعض المفاهيم والتكنيكات التي تتميز بالتأثير المباشر والرئيس في خدمة الفرد :  
أ – التفسير : يستهدف تنمية الاستبصار الذى يساعد الاخصائي الاجتماعي علي فهم نفسه ومساعدة العميل علي إكتساب فهم جديد لسلوكه الحالي . 
ب- التحويل : تحويل المشاعر والافكار التي ترتبط بأشخاص مهمين في فترة مبكرة من عمر الانسان الي شخصية المحلل او الاخصائي الاجتماعي . 
ج- التحويل العكسي : يشير الى الاستجابات اللا شعورية من جانب الاخصائي الاجتماعي للعميل ، وعلي الاخصائي تحقيق الموضوعية والحيادية في ممارسته لمهنته .   
د- المقاومة : تتمثل في جهود العميل لكبت مواد لا شعورية ومنعها من الظهور ، وعلي الاخصائي ان يشجع العميل علي التعبير عن مشاعره ، ولابد ان تسود العلاقة بينه وبين العميل التفاعل والتقبل والإفراغ العاطفي .
3- النظرية السلوكية :
تركز على ان التعلم هو عملية مركزية عامة في نمو الشخصية وان البحث العلمي المنظم هو وسيلة لدراسة الشخصية .
4- نظرية الذات : هناك مفهومان اثنان عن الذات : 
الاول : فكرة الفرد عن نفسه 
الثانى : يختص بالأنا  والذى يمثل مجموع العمليات النفسية التى تسيطر علي السلوك والتكيف مثل الإدراك والتذكر والتبصر والإرادة 
تم تحديد خطوتين اثنتين للعلاج هما : 
1- معاودة المريض علي الكشف عن ذاته الواقعية وتقبلها في جو لا يشعر معه ان هناك مهددات تهدد ذاته 
2- العمل علي تنمية الذات الشخصية علي ضوء ما تمتلكه من قدرات .
5- نظرية النظم العامة :
عرف هول وفاجن النظام بأنه مجموعة من الموضوعات التي تتجمع معا في شكل علاقات بين الاشياء ويشتركون معا في صفات مميزة. 
تشتمل نظرية النظم العامة علي عدد من المفاهيم :
1- الكلية   2- الحماية والنمو  3- الاتصال   4-  السببية  5-     الفرضية
6- نظرية الازمة :
تعتبر من اهم المداخل العلاجية التي تفيد في مساعدة الافراد و الجماعات على مواجهة المشكلات التي تعترضهم ، و تفيد الدارسين في فهم الديناميات و الافعال السلوكية المتوقعة من الناس الذين يتعرضون لأزمات طارئة بحياتهم .
من ضمن المفاهيم الاساسية لنظرية الازمة ما يلي :
1-  ان الفرد او الاسرة او الجماعة معرضون الي العديد من الضغوط المختلفة 
2- إدراك الفرد خلال موقف الازمة ان هذا الموقف تهديد لحاجاته الفطرية او لمقدرته علي التحكم في ذاته .
3- الازمة عبارة عن صراع في الموقف الجاري لحياة الفرد .
عملية تقديم المساعدة الي الفرد تمثل عنصرا اساسيا في طريقة خدمة الفرد بإعتبار ان ذلك الشخص في حاجة ماسة وضرورية الي تلك المساعدة .
من خلال عملية المساعدة يمكن ان تتحرر ذهنية العميل وتنطلق طاقاته وتنشط مهاراته ومقدراته الفردية والذاتية .
عناصر طريقة خدمة الفرد :
العميل -الاخصائي الاجتماعي -المشكلة -  المؤسسة .
1-  العميل : هو الشخص الذى يحتاج الى المساعدة ومن الاسماء التى تطلق علي العميل اسم       ( حالة ) 
الاخصائي الاجتماعي : هو الوسيط الذي يستثمر جميع مهاراته ويسخر خبرته المهنية والمعرفية في حل مشكلات عميله وإيجاد أرضية ثابتة له . في الحياة  .
العلاقة بين العميل والاخصائي هى علاقة مهنية
تم تقسيم العميل إلى قسمين : العميل السوي وهو الشخص القادر على التكيف مع بيئته و مع العالم الخارجي الذي من حوله بما يحيطه بالاحساس بالسعادة و المقدرة على مجابهة الظروف المختلفة .
العميل الغير السوي وهو العكس من ذلك تماما .
تلعب مهارة الاخصائي دورا كبيرا في التشخيص و التحليل و الوقوف على خلفيات العميل و التعرف على طبيعة دوافع السلوك الصادر منه 
2- اخصائي خدمة الفرد : هو الذي يقوم بدراسة الحالة الفردية و تشخيصها و تقويمها و اتباع الخطط العلاجية الملائمة .
3- المشكلة : توصف بأنها (إعاقه) تجعل الشخص في حالة قلق و عدم ثقة بالنفس ، او (عقبات) تمنع الفرد من ان يتكيف مع جميع المتغيرات التي يمكن ان تصادفه في الحياة .
للمشكلات انواع متعددة : الاسرية \ تعليميه \ اقتصاديه \ ذاتيه 
4-المؤسسة : يقصد بها الجهة المنظمة التي توفر حلولا و طرقا علاجية لمختلف الحالات الاجتماعية التي تتعامل معها وتعمل على تهيئة الاجواء بالدرجة التي يمكن ان تمنح الفرد تكيفا . و تفاعلا مع مجتمعه من جديد .
وفق تصنيف المؤسسات الاولية و التي تمثل فيها الخدمة الاجتماعية الجانب الغالب من النشاطات فيها 
المؤسسات الثانوية : التي تقوم فيها مهنة الخدمة الاجتماعية بدور المؤيد و المساعد في جميع نشاطات المؤسسة و مختلف عملياتها كالمدرسة و المستشفى  
من الضروري ان تكون المؤسسة الاجتماعية على اتصال مستمر مع المؤسسات الاخرى الشبيهه ذات الاختصاص و الاهداف الاجتماعية المشتركة .
ان وجود المؤسسات الاجتماعية لا يلغي بالطبع دور الجهود الحكومية في الاهتمام بأفراد المجتمع وتنميته والعمل على حل قضاياه
ان وجود اكثر من مؤسسة اجتماعية يمكن ان يتسع معه المجال لفرص علاجية و إسهام اجتماعي منظم في جميع المشكلات الاجتماعية وصولا لرؤية مستقبلية واضحة بشأن تلك القضايا في المستقبل القريب .
مبادى خدمة الفرد :
1- التقبل : هو قبول الاخصائي الاجتماعي لعميله بكل ظروفه الشخصية وعيوبه وسلوكه وسلبياته وايجابياته ، ولا يعنى ذلك بالضرورة قبول العميل بالصورة التي يريدها الاخصائي الاجتماعي . 
من الضرورى عدم التعامل مع مبدأ التقبل من زاوية سلبية بل ايجابية مشجعة علي التغيير ومدينة للسلوكيات غير السوية الصادرة من العميل . 
بعض المعوقات التى تواجه عملية التقبل تنبع إما من العميل او من الاخصائي الاجتماعي او من المؤسسة الاجتماعية .   
2- حق تقرير المصير : هو منح العميل المسئول ذى الاهلية حق التصرف الحر في شئونه الخاصة داخل نطاق المؤسسة او خارجها في حدود قوانين ونظم المؤسسة اى حق العميل في إتخاذ القرارات الخاصة بمشكلته وكذلك حقه في قبول او رفض خدمات المؤسسة . 
3- السرية : مبدأ اخلاقي بحيث يستوجب من الاخصائيين الاجتماعيين والمؤسسات الاجتماعية كافة المعنية بالامر التعامل بسرية تامة وبإهتمام ورعاية كبيرة بأحوال العميل . 
بعض المعوقات التي تحد من سرية التعامل مع حالة العميل : 
1- حالات الامراض المعدية او الوبائية 
2- حالات الامراض العقلية ذات الطبيعة العدوانية 
3- حالات الانتحار او الانحراف الخلقي . 
4- التعبير عن المشاعر : و هو يمثل دلالة وانعكاسا صادقا عن الحالة الداخلية التي يعيشها ذلك الفرد 
من المسببات التى تؤدي الى حالة عجز العميل عن التعبير عن مشاعره : 
1- عدم اعترافه بالمجتمع وعدم ثقته بأفراد .
2- عدم ثقته في اسرته .
3- خوفه من التعبير عن مشكلته .
4- عدم ملائمة الجو الاسرى والبيئة التي يعيش فيها بما يمكنه من مد جسور الثقة مع افرادها . 
5- الفردية : هي الايمان المطلق بأن العميل إنسان فريد من نوعه يعامل و يساعد بطريقة تختلف عن اي انسان اخر .
ان تعامل الاخصائي الاجتماعي مع الحالات الفردية وبمختلف انماطها يتطلب منه دراسة وتحليل الموقف او الحالة بصورة متمعنة وفاحصة قبل ان يتدخل مهنيا ، كما ان عليه ان يستوفي عملية جمع الحقائق والمعطيات والبيانات التى تخص كل حالة ليتعرف علي نمط السلوك والدوافع الكامنة وراء المشكلة . 
الافراد في الاساس يتباينون ويختلفون فب عاداتهم وتقاليدهم ومعاييرهم ، وبالتالي سيكون لكل مشكلة طبيعتها وعواملها ومؤثراتها الخاصة بها . 
عمليات خدمة الفرد : تتكون طريقة خدمة الفرد من ثلاث عمليات تتمثل في : الدراسة و التشخيص و العلاج 
أ-  الدراسة : بدراسة حالة الفرد تتبين للاخصائي الاجتماعي جملة من الجوانب التي تتصل يالمشكلة وطبيعتها ، حيث يتمكن من الحصول علي المعلومات المرتبطة بالفرد واسرته والبيئة التي يعيش فيها .  
مصادر الدراسة : 
اولاً : بيئة العميل الداخلية والخارجية : ومنها : 
1- الاسرة التى نشأ فيها الفرد وطبيعة الوسط العائلي الذى عاش فيه .
2- المحيط العملي للفرد  مثل نوع وطبيعة وظروف وبيئة وحجم العمل الذي يمارسه . 
3- صداقات العميل مع من زاملوه لفترات طويلة في حياته . 
ثانياً :السجلات والمستندات : كشهادات الميلاد او الزواج او الطلاق او شهادات اكاديمية او اوراق ملكية او تقارير طبية وغيرها . 
اساليب الدراسة : 
1-  المقابلة : 
تعتبر المقابلة بين شخصين مدخلا اساسيا وهاما لانها تكشف عن طبيعة كل طرف وتتيح تكوين الانطباعات الاولية التى تخص الهدف الذى من اجله تم إجراء المقابلة . 
تتطلب المقابلة مهارة كبيرة من الاخصائى وخبرة ومعرفة ومقدرة علي تشجيع العميل للدخول مباشرة في تفاصيل مشكلته بجميع مكوناتها .  
اسس و اساليب المقابلة : منها مايلي : 
1- الاستفهام من العميل عما يخص المشكلة وليس استجوابه .
2- التعليق علي الموضوع اكثر من كونه محل ثرثرة .
3- تهيئة المناخ النفسى الملائم .
4- ملاحظة العميل وليس مراقبته .
5- الاستماع الى العميل وليس الجمود .  
2 – الملاحظة :  هى تلك العملية التى يقوم بها اخصائي خدمة الفرد لفهم عملية الموقف الذى يواجهه ، وهى ملاحظة علمية اى انها مواحهة مقصودة ، وهى عبارة عن توجيه الذهن والحواس لفهم ما يصدر من العميل او الآخرين من اقوال وتصرفات وخصائص بقصد إحداث التغير المرغوب ، وهى تتم خلال مراحل اتصال الاخصائي الاجتماعي بعميله جميعها . 
3- الزيارات المنزلية : تعد الزيارات المنزلية احدى انواع المقابلات مع العميل ، لكنها يمكن ان تمتد لتشمل مقابلة افراد اسرته اى تكون داخل بيئته الطبيعية . 
4- المكاتبات والمكالمات الهاتفية : قد يلجأ الاخصائي الي مكاتبة الجهات او المؤسسات التى لديها بعض السجلات المتعلقة بالعميل ، او يلجأ الي آلية المكالمات الهاتفية لإستقاء المعلومات والبيانات المتعلقة بالحالة .  
ب- التشخيص : 
لمهارة وخبرة الاخصائى الاجتماعي دور في عملية التشخيص بما يفيد في تفسير ما حصل عليه من بيانات ومعلومات وحقائق تخص حالة الفرد وفى التعامل مع معطياتها والربط بين وقائع الحالة وبين المكونات الذاتية لشخصية الفرد . 
تتألف خطوات التشخيص من خمس خطوات : 
1- حصر الحقائق بمجملها . 
2- تنظيم وترتيب الحقائق ( اى تنظيم العوامل الداخلية والخارجية ) .
3- التقويم والتقدير بإستخدام المقاييس المتدرجة والجداول التقييمية .
4- التفسير السببي الدينامي .
6- التصنيف . 
تلعب الخبرة المهنية للاخصائي الاجتماعي دورا هاما في تشخيصه .
وتفسيره لجمع الحقائق .
من الاهمية ان يتخذ التشخيص صفة الشمولية بمعني ان يشمل جميع جوانب العميل وكل ما له علاقة به من عوامل بيئية او اسرية او ذاتية او غيرها من العوامل التي تتصل بحالة العميل . 
ج- العلاج :
الهدف الرئيسي من العلاج هو إحداث تغيير شامل في حياة العميل سواء من الناحية النفسية او الاجتماعية او في تغيير اتجاهه وسلوكياته وعاداته السلبية غير المتفقة اجتماعيا واخلاقيا. 
العلاج هو المرحلة النهائية في عمليات خدمة الفرد بعد إستيفاء مرحلتي الدراسة والتشخيص للحالة . 
متي ماشعر الاخصائي بأن العميل قد بدأيعمل بفاعلية وحماس تجاه التعامل مع مشكلته بجميع جوانبها وابعادها ، تكون تلك هى الخطوة الاولي والاساسية في طريق الحل . 
طريقة خدمة الفرد عادة ما تتجه الي اتباع ( العلاج السلوكى ) بسبب اعتماد هذا الاسلوب علي منهجية علمية ودقة ورصانة .
العلاج السلوكي يزيد من قدرة الخدمة الاجتماعية علي التعامل مع اكبر عدد ممكن من العملاء والمشكلات ، ويدعم التعديل البيئي في خدمة الفرد . 
يمكن الاستفادة من الاساليب السلوكية في تطوير خدمة الفرد في المجال الوقائي وتقويم نتائج العمل مع الحالات الفردية عن طريق القياس القبلي والبعدى وتقويم فاعلية العلاج نفسه . 
اساليب العلاج : 
1- العلاج الذاتي : ينحصر هذا النوع في العمليات التأثيرية التى تهدف إلي إحداث تعديل إيجابي موجه ومقصود في شخصية الفرد او ذاته . 
من بين اساليب العلاج الذاتى : 
أ – تدعيم الذات : من خلال العلاقة المهنية والتعاطف والتنفيس الوجداني والمبادرة . 
ب- تعديل الاستجابات : عبر إبداء النصح والإيحاء والسلطة والاوامر والتحويل والتقمص . 
ج – تعديل العادات : بالاستبصار والاستدعاء والتفسير والاستشارة والتوضيح والاقناع . 
2- العلاج البيئي : يشمل الجهود والخدمات التي يتم توجيهها الي الافراد او الظروف والملابسات التي تحيط بالعميل او ما يسمى           ( إيجاد البيئة الملائمة ) . 
ينقسم العلاج البيئي الي شقين هما : 
أ – الخدمات المباشرة التى تقدم للعميل مباشرة إما عن طريق المؤسسة الاجتماعية او عبر الموارد المتاحة بالبيئة بما فيها خدمات الإعانة المالية او التشغيلية او الطبية او التأهيلية او السكنية او الترويحية او خلافها .
ب – الخدمات غير المباشرة وتتمثل في الجهود المبذولة لتعديل اتجاهات الافراد المحيطين بالعميل ، وذلك بغرض تخفيض ضغوطهم الخارجية عليه او زيادة مساعدتهم له بفاعلية شديدة
يذهب بعض العلماء الي القول بأنه كلما زادت فاعلية العلاج الذاتي ، كلما قلت الحاجة الي العلاج البيئي . 
يقول آخرون ان طريقة خدمة الفرد تعالج في الاساس اشخاصا ، وان الشخصية في الاصل هى الدائمة والثابتة ، في حين ان المواقف الاجتماعية تعتبر مواقف عارضة ومتغيرة ، وبالتالي يجب ان يكون للعلاج الذاتى المكانة الاولي . 
من المهم القول ان العلاجين الذاتى والبيئي يشكلان في خاتمة المطاف وحدة متكاملة ، ولا غنى عنهما كآليتين علاجيتين لأن القضية العلاجية في الاساس قضية متكاملة وان اساسيات كل من النوعين العلاجيين يكمل بعضهما بعضا ويسهم في علاج الحالة الفردية بنتائج متميزة . 



الفصل الثاني : طريقة خدمة الجماعة 
مفهوم خدمة الجماعة
تعريف تريكر :
طريقة خدمة الجماعة تعرف بأنها إحدي طرق الخدمة الاجتماعية التي تهدف إلي مساعدة الأفراد في الجماعات المتعددة بالمؤسسات الاجتماعية عن طريق جهود وخبرات الاخصائي الاجتماعي التي توجه علاقات الأفراد فيما بينهم وهم يمارسون نشاطاتهم المختلفة ، وبذلك يساعدهم في زيادة درجة التواصل فيما بينهم ويمهد لهم الطريق لاكتساب مزيد من الخبرات التي تساعدهم في دعم مسيرة تنميتهم ورفاهيتهم الاجتماعية .
تعريف محمد شمس الدين :
طريقة خدمة الجماعة عملية يستفيد منها الاخصائي الاجتماعي في مساعدة أفراد الجماعة في المؤسسة كما أنها عادة ما تستخدم فيما يتعلق بتوفير برامج شغل أوقات الفراغ لينمو المجتمع أفراداً وجماعات ويصل إلي مراحل جيدة تؤهل الأفراد والجماعات إلي ترجمة أهدافهم الاجتماعية وتحقيقها بحيث لا يتجاوز ذلك حدود أهداف المجنمع وتوجهاته وثقافته .
التطور التاريخي لطريقة خدمة الجماعة
بدايات ظهور طريقة خدمة الجماعة تعود إلي ظهور المحلات الاجتماعية في كل من دول أوربا والولايات المتحدة الأمريكية حيث انصب الاهتمام علي علاج الفقر وتدعيم القيم والتعامل مع مشكلات البيئة 
كان أيضاً للثورة الصناعية في الغرب أثر كبير في ظهور أنماط جديدة من الخدمات بغية التعامل مع المشكلات المرتبطة بهجرة العمال من القري للمدن ومشكلات حقوق العمال .
وتمثل حقبة الأربيعينات والخمسينات مرحلة نضج نظرية العمل مع الجماعات
أهداف خدمة الجماعة : 
- الاسهام في تنمية الجماعات واستغلال إمكاناتها ومساعدتها في تكوين خبرات اجتماعية مؤثرة تساهم في بناء شخصيات الجماعة
- تعزز خدمة الجماعة وعي أفرادها وتبصيرهم بأدوارهم الاجتماعية 
-  تتيح برامج خدمة الجماعة مجالات يسهم أفراد الجماعة بطاقاتهم ومواردهم وتساعدهم في بلوغ أهدافهم
- يمكن أن ترسخ جهود الاخصائي الاجتماعي الهدف الرئيس من خدمة الجماعة لأجل أن تسود معاني التكافل الاجتماعي والتعاون بين الناس وتحمل الأمانة وتقلد المسئولية .
- الاهتمام بكل عمليات الوقاية وفي اصلاح المشكلات والوصول إلي حلول بشأنها .
  • أن تنمي مقدرات أعضاء الجماعة وهم يمارسون نشاطاتهم المختلفة من خلال تعزيز خاصية التفكير المنطقي والواقعي الذي يمكن أن يصل بالجماعة إلي مرحلة اتخاذ القرارات التي تتوائم مع حاجات ورغبات أعضاء الجماعة .
الممارسة المهنية مع الجماعة :
باتقان الاخصائي الاجتماعي للمارسة المهنية بإمكاناته مساعدة الجماعة علي تجاوز مشكلاتها والوصول إلي التغيير والتعديل الايجابي المنشود .
تهتم الممارسة المهنية في خدمة الجماعة بتنمية وتفعيل روح المبادرة الفردية في داخل الجماعة .
أغراض الممارسة المهنية في خدمة الجماعة  تتأثر بطبيعة الجماعة ذاتها وبالاخصائي الاجتماعي الذي يعمل معها وبنوع المؤسسة الاجتماعية التي تنتمي إليها الجماعة وبالمجتمع العام .
الإطار النظري لطريقة خدمة الجماعة :
نظرية الدور :
تم تعريف الدور بأنه المركز الذي يحتله الفرد والذي يحدد من خلاله ما عليه من واجبات وما له من حقوق وهو السلوك المتوقع من شاغل المركز الاجتماعي  وللجماعة دور هام في تنمية المجتمع .
ويمكن لتوزيع الأدوار بين مختلف أفراد أو أعضاء الجماعة أن يحقق العديد من الفوائد الاجتماعية المرجوة ويشبع الحاجات المتعددة .
مما سبق يمكن القول أن الدور يمكن أن يشكل مجموعة من المعايير والمسئوليات المتوقع أداؤها من الفرد والمرتبطة بموقف اجتماعي محدد أو التي تخص مشكلة بعينها .
ومن الضروري أن لا يتم فصل تلك المعايير عن الهدف الرئيس وهو تحقيق الهدف الجمعي الرامي إلي إشباعات حاجات الجماعة ، وذلك من خلال العمل المشترك والتعاون بين أفرادها بما يحقق الأداء الفاعل ويعمل علي تنمية وتطوير الجماعة .
  • للجماعة دور هام تلعبه بالمجتمع بما يوفر لها النمو والتطور والاستمرار الاجتماعي خاصة إن تم تنفيذ الأدوار علي أرضية صلبة من التفهم لطبيعة الدور وفوائده علي المدي القصير والطويل .
نظرية اللعب :
  • باللعب تشبع حاجات الانسان ويكتسب به الطفل الخبرات وبالتالي فإن الحاجة إلي اللعب أساسية من حيث دوره في صقل شخصية الفرد والعمل علي توازنها بخاصة ان كان اللعب فاعلاً وذا هدف سام .
  • تري النظرية النفسية أن اللعب وسيلة للتنفيس عن الانفعالات المكبوتة بداخل النفس والتي لا يتأتي لها أن تنطلق في المواقف التي تتسم بالجدية .
  • هناك النظرية التعويضية التي تري أن اللعب لا يمثل أداة تنفيس عن مكنون الفرد فحسب ، بل أداة تعوض ذلك الفرد عن النقص الذي لحق بسلوكياته والذي يحاول الفرد اكتسابه من خلال ممارسة اللعب 
نظرية المجال :
- ارتبطت هذه النظرية باسم مؤسسها كيرت ليفن الذي يوضح أن السلوك يكون نتاجاً لعوامل المجال الحيوي أو المجال الاجتماعي وتهتم نظرية المجال بما يعرف باتجاهات وأهداف الجماعة التي تصبو إلي تحقيقها .
- ويري ليفن أن هناك أداة رئيسية تقوم بتحليل الحياة الجماعية وهي تصوير للجماعة والموقف في هيئة مجال اجتماعي 
- ترتكز نظرية المجال علي الموقف الحاضر من حيث اشتماله علي امكانات هي في الأساس نتاج المواقف المتعددة التي مر بها الفرد .
النظرية التفاعلية :
- التفاعل هو تأثير متبادل يحدث نتيجة وجود نشاط معين والجماعة عادة ما تعرف بتفاعل أعضائها .
- يمكن تعريف طريقة العمل مع الجماعات من منطلق النظرية التفاعلية في أنها طريقة محددة تفيد اخصائي الجماعة في مساعدة الجماعة وحثها نحو القيام بمهامها ووظائفها عبر أسلوب وطريقة معينة يشترك فيها التفاعل الجماعي ونشاطات البرنامج في تحقيق نمو وتنمية الفرد جنباً إلي جنب مع الأهداف الاجتماعية التي يراد تحقيقها للجماعة .
فوائد استخدام النظريات في العمل مع الجماعات :
فهم أعضاء الجماعة من خلال منظور النسق يمكن تفسير سلوك أعضاء الجماعة .
-التفاعل الاجتماعي أو ما يطلق عليه تفاعل القوي الديناميكية التي تتصل بالأفراد ومدي ارتباط ذلك بتعديل السلوك والاتجاهات المختلفة للأعضاء المشاركين في الجماعة .
- غرض الجماعة المحدد : الغرض هو مفهوم دينامي لا استاتيكي ، كما أنه يمثل المرحلة النهائية التي تعبر عن رأي غالبية أعضاء الجماعة ويتضمن في ذات الوقت رغبات واحتياجات أعضاء الجماعة .
- الروابط الانفعالية والاجتماعية التي تتم بين أعضاء الجماعة : هي الروابط التي تتم بين أعضاء الجماعة ويعكس ذلك نمط الاتصال في داخل الجماعة وتوضحه مجموعة الوسائل اللفظية وغير اللفظية التي يستخدمها أعضاء الجماعة . 
- المكانات والأدوار : قد تختلف تلك المكانة أو تتغير باختلاف المواقف التي يمر بها أعضاء الجماعة أثناء عملية التفاعل الجماعي .
الجماعات الفرعية : ينبثق من كل جماعة كبيرة جماعات فرعية يرتبط أفرادها وجدانياً ونفسياً تجمعهم دوافع ومفاصد مشتركة .
القيم والمعايير : هي التي تشكل الثقافة الخاصة بالجماعة وترتبط بثقافة المجتمع المحلي .
النزاع والصراع : فالصراع مهم في عمليتي النمو والتغيير وعامل هدم وتغيير أيضاً .
تماسك الجماعة : تماسك الجماعة القوي يقود إلي تطور القوي الديناميكية والعلاجية الأساسية في عملية التغيير .
مبادئ طريقة خدمة الجماعة :
1 – مبدأ تكوين الجماعة :
عند تكوين الجماعة يجب مراعاة عدد من الأمور الهامة ، من بينها العمر الزمني والعقلي والتحصيلي والمستوي الاقتصادي والصحي والاجتماعي والعادات والتقاليد والحاجات وبمراعاة تلك العوامل يمكن أن تتحقق روح التجانس والتماسك في الجماعة .
2 – مبدأ الدراسة المستمرة :
تقع علي عاتق الاخصائي الاجتماعي مسئولية الايمان بأهمية وحتمية التغيير والاختلاف في الجماعات ومساعدة الجماعة علي النمو والتقدم ولكن في حدود امكانات وقدرات ورغبات الجماعة من خلال دراسته المستمرة للجماعة .
3 – مبدأ استغلال الموارد :
يتلخص هذا المبدأ في استثمار الموارد المتاحة للجماعة من أدوات وخدمات وموارد بشرية ومادية وبيئية أو غيرها من العناصر الضرورية والهامة في انجاز المهام والنشاطات المطلوبة . 
4 – مبدأ التفاعل الموجه :
يجب علي الاخصائي الاجتماعي أن يعمل علي ايجاد المناخ الذي يمكن من احداث روح التفاعل المتميز بين أعضاء الجماعة وتشجيع المشاركة الفعلية في كل أنشطتها من خلال تدخله المهني والتوجيهي .
5 – مبدأ الديمقراطية وتقرير المصير:
من الضروري أن يقوم الاخصائي الاجتماعي ببذل كل أوجه المساعدة للجماعة مثل مساعدنها في صياغة خططها وبرامجها وأنشطتها وعليه أيضاً الاعتراف بحرية تقرير مصيربين أعضاء الجماعة من دون أن يتدخل في عملها 
6 – مبدأ التنظيم الوظيفي المرن :
يتم توزيع المسؤوليات والمهام من خلال تلك الوظائف ويوضع كل فرد في الوظيفة التي تتلائم ومهاراته وخبراته وقدرته علي ادارتها .


7– مبدأ تكوين علاقة طيبة مع الاخصائي الاجتماعي :
طبيعة العلاقة المهنية لابد أن تكون مهنية وأن لا تتجاوز حدود المؤسسة الاجتماعية التي يعمل بها الاخصائي الاجتماعي ، ومن مزايا العلاقة المهنية أنها العملية التي : تسمح للعضو بالتعبير عن ذاته وتوفر المناخ المناسب الذي يوفر للأعضاء الطمأنينة حيث يبدأ كل منهم بالافصاح عن مشكلاتهم دون خوف أو خجل .
8– مبدأ الخبرات التقدمية للبرنامج :
يجب أن تبدأ الخبرات التي يوفرها البرنامج من مستوي حاجات ورغبات الأعضاء وخبراتهم السابقة وقدراتهم علي أن تتدرج الخبرات تبعاً لاستعداد نمو الجماعة وأفرادها . 
9 – مبدأ التقويم : ويعرف التقويم بأنه تحديد القيمة الفعلية للتغيرات التي تصاحب الجهود المبذولة في النواحي الخاصة بالعمل ونشاطاته .
برامج خدمة الجماعة :
يعد البرنامج هو الوسيلة التي يستخدمها الاخصائي الاجتماعي في داخل الجماعة لتلبية حاجات ورغبات أعضائها وتحقيق أهدافهم وينقسم البرنامج في خدمة الجماعة :
1 – البرامج الاجتماعية     2 – البرامج الثقافية   3 – البرامج الرياضية    4 – البرامج الفنية 
أهداف البرنامج من المفترض أن تكون :
1 –واضحة 2–محددة 3–مرنة 4–متلائمة مع رغبات وحاجات أفراد الجماعة 5–متكاملة بصورة مثلي مع أهداف المؤسسة الاجتماعية 
عمليات خدمة الجماعة :
1 – الدراسة :
يهدف من الدراسة تجميع المعلومات والبيانات الخاصة وذات العلاقة المباشرة بأعضاء الجماعة ومعرفة علاقة الفرد نفسه بأعضاء الجماعة وما يمكن أن تحدثه تلك العلاقة من مردود ايجابي وتأثير في الأداء المتبادل وفاعلية العمل الجماعي .
الاخصائي الاجتماعي يستقي معلوماته وحقائق عن أعضاء الجماعة من خلال عدة أساليب يستفيد منها :
من بين تلك الأساليب الملاحظة والاستماع والانصات إلي أعضاء الجماعة 
ومن بين مصادر الدراسة الزيارات المنزلية لأعضاء الجماعة
2 – التشخيص :
أن يتعرف الاخصائي الاجتماعي علي الأسباب التي وراء عدم تكيف عضو الجماعة مع بيئته وكل ما يتصل بذلك من أسباب نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها .
فمثلاً يتعرف الاخصائي الاجتماعي من خلال التشخيص علي الأسباب الرئيسة وراء مشكلة عضو الجماعة وتاريخ بدايتها وتسلسلها ومدي ارتباطها بالحاضر ونتائجها السلبية التي أفرزتها 
فيخرج الاخصائي الاجتماعي بتصور عام يتعرف من خلاله الأدوار والمؤثرات الأكثر بروزاً وتأثيراً في مشكلات عضو الجماعة وأيها تشكل عوامل مباشرة في تفاقم تلك المشكلات 
ولا يتم الحصول علي نتائج واقعية ودقيقة إلا بمقدرة الاخصائي الاجتماعي علي تصنيف الحالات وتفسيرها واستنتاج كل ما يرتبط بها .
3 – العلاج : 
- يأتي العلاج بعد مرحلتي الدراسة والتشخيص ووضع معطياتهما موضع التنفيذ الفعلي وذلك بتطويع مجموعة من الأدوات التي تشمل الجماعة والبرنامج والاخصائي الاجتماعي والفهم المتكامل لأعضاء الجماعة من قبل الاخصائي الاجتماعي ومهارته في الاستفادة من خبراته وعلاقته المهنية مع أعضاء الجماعة .
- وبالعلاج يمكن احداث التغيير الشامل والمرجو في حياة عضو الجماعة من الناحية النفسية والاجتماعية وفي طريقة تفكيره واتجاهاته وعاداته السلوكية وتكيفه مع مجتمعه .
4– التقويم : 
- من خلال التقويم يتمكن الاخصائي الاجتماعي المختص بالعمل مع الجماعات من قياس نمو وتطور الجماعة وقياس مجموعة الطرق والأساليب التي تبناها خلال مرحلة العلاج لمعرفة أنفعها وأجداها في التعامل مع مشكلات الجماعة ليس في الوقت الحاضر بل في المستقبل
- وبما أن مرحلة التقويم هي المرحلة النهائية فهي تؤكد للاخصائي الاجتماعي تنفيذ الخطط والأهداف علي ضوء التعامل مع النتائج التي تم التوصل إليها والوقوف علي الايجابيات والسلبيات ومن المهم خروج التقويم بصورة علمية وأن يكون مشمولاً في كل عمليات التنفيذ وبكل المراحل
القيادة في الجماعة
اخصائي الجماعة هو قائد الجماعة وهذه مهمة لا تتحقق إلا في ظل وعي تام وإدراك شامل بطبيعة المهمة والمام بالمعارف والمهارات الأساسية في القيادة بما يعينه علي القدرة علي التأثير في سلوك أفراد الجماعة وتنسيق جهودهم وتوجيههم لتحقيق ما ينشدونه من أهداف .
بين كوتلر بعضاً من التحديات التي يواجهها اخصائي الجماعة بوصفه قائداً للجماعة :
- طبيعة التفاعل بين أعضاء الجماعة يمكن أن يحدث ضغوطاً معينة .
- سرية الموضوعات التي في داخل الجماعة لا يتوافر معها ضمان وبالتالي لا تتوافر عملية الحماية لتلك الأسرار أو المعلومات الخاصة بالجماعة 
- صعوبة متابعة اخصائي الجماعة للاستجابات التي تبدو من أعضاء الجماعة تجاه الأحداث التي تتم داخل الجماعة وبالتالي انعدام مبدأ توفير الأمان لكل أعضاء الجماعة .
- بروز المشكلات التي تتعرض لها الجماعة وما يمكن أن تحدثه من تأثير علي أعضاء الجماعة وهو تأثير يزول وينتهي بمجرد تفكك وزوال الجماعة .
- اختلاف طبيعة عمل اخصائي الجماعة مع الجماعة عن عمله مع الحالات الفردية ومع الأسر كما أن شكل التفاعل نفسه ربما قلل من مقدرة اخصائي الجماعة علي التحكم في العناصر ذات العلاقة بعملية المساعدة ، وبالتالي يكون توقع النتائج الايجابية ليس بالدرجة الكبيرة .
هناك أربعة عوامل هامة وضرورية تحكم عملية القيادة والقائد :
1 – المرؤوس : ان اختلاف الناس فيما بينهم يتطلب اختلافاً في أساليب القيادة .
كما أن القائد لا يعرف جماعته التي يقودها إلا بمعرفة كينونة الأفراد أو المرؤسين وكيفية التعامل معهم وسلوكياتهم التي تبدو منهم .
2 – القائد : من الأهمية أن يمتلك القائد فهماً صادقاً للفرد الذي يتعامل معه وما يلم به من معرفة ودراية 
3 – الاتصال : من الأهمية أن يتم الحكم علي الأمور جيداً ومن ثم تحديد نوع الفعل أو التصرف أو الأسلوب القيادي الملائم مع الموقف .
4 – الحالة ربما لا يتلائم ما تقوم به من عمل في موقف محدد مع موقف أخر ، ومن الأهمية أن يتم الحكم علي الأمور جيداً ومن ثم تحديد نوع الفعل أو التصرف أو الأسلوب القيادي الملائم مع الموقف .
علي اخصائي الجماعة أن يدعم الأراء الجيدة ويغير بطريقة ذكية ما يراه غير ملائم أو غير منسجم مع طبيعة المشكلة التي هو وأعضاء الجماعة بصدد تناولها والحديث عنها .



الفصل الثالث :طريقة تنظيم المجتمع
التطور التاريخي لطريقة تنظيم المجتمع :
طريقة تنظيم المجتمع  بدأت في الظهورمع قيام وتأسيس الجمعيات التي أهتمت بأعمال الإحسان في كل من دول أمريكا وبريطانيا 
وقد برز مفهوم تنظيم المجتمع من الناحية النظرية في مؤلفات إدوارد ليندمان التي أظهرت اهتماماً بالقيادات المحلية وبالدور الذي يمكن أن يلعبه المنظم الاجتماعي 
أخذ مضمون وجوهر طريقة تنظيم المجتمع في التطور والنمو والانتقال من محيط العمليات التنسيقيه إلي العمليات التنموية لمنظمات الرعاية القائمة
مفهوم تنظيم المجتمع
:
تعريف جاك روثمان
أن طريقة تنظيم المجتمع تشمل عدة طرق فرعية تتضمن التنمية المحلية والتخطيط الاجتماعي والعمل الاجتماعي وتفيد في تعزيز عنصر المشاركة ومقدرة أفراد المجتمع علي مواجهة مشكلاتهم من خلال جهود المختصين بتنظيم المجتمع بما يعمل علي إشباع احتياجات الأفراد ومساعدة الفئات الضعيفة منهم لاستيفاء حقوقهم وتحقيق العدالة الاجتماعية
تعريف هدى بدران 
أشارت إلي أن طريقة تنظيم المجتمع تمثل إحدى طرق الخدمة الاجتماعية التي يستخدمها الأخصائي الاجتماعي في إحداث تأثير في قرارات المجتمع التي يتم اتخاذها علي مختلف المستويات وذلك بغرض التخطيط لبرامج التنمية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي وتنفيذها بالطريقة التي تدعم الأواصر بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمع المحلي والمجتمع الكبير  
من خلال التعريفات السابقة يمكن القول بأن :
تنظيم المجتمع طريقه من طرق الخدمه الاجتماعية تسعي لمساعده المجتمع علي وضع الخطط والبرامج وتقويمها لتمكينه من مواجهه مشكلاته وذلك من خلال مؤسسات يعمل بها اخصائيون اجتماعيون يعملون علي توحيد الجهود الحكوميه والشعبية للاستفادة من الامكانات والموارد المتاحة في اطار التنمية الشاملة بالمجتمع
أهداف تنظيم المجتمع
الهدف العام من تنظيم المجتمع يكمن في الارتقاء بالمجتمعات وتحسين أحوالها ومساعدة أفرادها علي إشباع حاجاتهم وتحقيق تطلعاتهم .
وقد تم تقسيم الهدف العام إلي نوعين من الأهداف
أ
) الأهداف المادية : تتلخص في توفير الحلول الملائمة للمشكلات الخاصة بالمجتمع
ب
) الأهداف المعنوية : تدور حول الاهتمام بتنمية وعي المجتمع ليكون قادرا علي مواجهه مشكلاته وإيجاد الحلول لها من خلال الاعتماد علي الجهود الذاتيه
وفي ذات الخصوص قام بعض المعنيين بأهداف تنظيم المجتمع بتقسيم الهدف العام الي عده اهداف اخري تشمل ما يلي:
1- رفع مستوي الخدمات الموجودة والعمل علي زيادة فاعليتها.
2- تثقيف الجمهور والارتقاء بدرجه وعيه بالاحتياجات الاجتماعية والموارد وأهداف الرعاية ألاجتماعية  
3- حث وتشجيع افراد المجتمع علي المشاركه في برامج الرعاية ألاجتماعية
4- تنسيق جهود الجماعات والهيئات والأفراد المهتمين ببرامج الرعاية ألاجتماعية
مبادئ تنظيم المجتمع :
مبدأ التقبل  ، مبدأ التحريك ،مبدأ المسؤولية الاجتماعية،مبدأ الرجوع للخبراء،مبدأ التنسيق، مبدأ المطالبة، مبدأ التقويم الذاتي
مبدأ التقبل :
تلعب عملية قبول طرف لآخر دوراً أساسيا في رسوخ واستمرار العلاقة بين الطرفين كما تفيد في إحداث التفاعل المشترك لتحقيق الاهداف
عندما يتقبل الأخصائي الاجتماعي المجتمع بكل إيجابياته وسلبياته وعاداته وتقاليده وقيمه وظروفه ومشكلاته التي يعاني منها وفروقه الفردية التي تسود أفراده يكون مدعاة لإحداث التغير المطلوب
مبدأ التقبل يقوم علي مفهوم الثقة اللازمة لسير عملية المساعدة من قبل الأخصائي الاجتماعي بصورة ملائمة وقادرة علي وضع الأسس السليمة لعلاج المشكلات التي يعاني منها المجتمع بصورة إيجابية وأكثر فاعلية
مبدأ التحريك : (الاستثاره)
يتضمن هذا المبدأ تعامل الأخصائي الاجتماعي مع مثير معين يذكي الوعي لدي أفراد المجتمع واختيار الأخصائي لذلك المثير يأتي بعد دراسة متأنية لطبيعة وما يمكن أن يسهم به في حث الناس علي الإقبال علي ترغيبهم في بناء مجتمعهم والإسهام في تنميته الاجتماعية . كما يمكن لمبدأ التحريك أن يوفر المناخ الملائم والمشجع لتفعيل برامج التنمية الاجتماعية
مبدأ المسؤولية الاجتماعية :
 
يعني الاعتراف التام من قبل مهنه الخدمه الاجتماعية بحقوق كل افراد وجماعات المجتمع والواجبات والمسؤوليات التي تقع علية 
ومن الضروري ان يصاحب تحميل افراد المجتمع بالمسئوليات والمهام المطلوب منهم استيفاؤها وفرة في المشروعات التنموية والبرامج الفعاله والأساسية في خدمه المجتمع .  
وهنا تأتي ضرورة وجود قيادة مسئولة وفاعلة تعتني بحقوق الغير وتوضح المسؤوليات وترسم الاهداف بدقة
مبدأ الرجوع للخبراء
:
يعد عنصراً أساسيا في عمل المنظم الاجتماعي من حيث أهمية احترام التخصص الذي يتلاءم مع طبيعة ونوعية المشكلة التي تحتاج الي العلاج كالاستعانة بالمختصين بالمجال الصحي في حالة المشكلات الصحية 
والتعامل مع مبدأ الرجوع للخبراء يمكن أن يشجع علي إحداث عملية التغيير الاجتماعي والإسراع بها
ومن الأشياء التي يمكن أن تساعد في نجاح المبدأ هي تحديد نوعية المشكلات والمشروعات المطلوب إدخال الخبراء فيها وتحديد الأهداف بدقة وإيجاد تنسيق مستمر بين الخبراء وقيادات المجتمع
مبدأ التنسيق  :
يعرف التنسيق بانه اقامه علاقة مناسبة  بين عده وحدات بما يتضمن ربط تلك الوحدات بعضها مع بعض في اطار تعاوني يمكن من الوصول الي سياسات واجرات عمل تتفق عليها المنظمات
أهمية مبدأ التنسيق 
إتاحة الفرصة لتبادل سياسات وخطط وبرامج العمل
رفع كفاءة العمل في تلك المؤسسات .
يتيح مبدأ التنسيق تبادل الخبرات والمعلومات بين جهات المجتمع .
يحول المبدأ دون حدوث التعارض في الاختصاصات أو الازدواج في الأنشطة
ولنجاح المبدأ يستحسن
أن تبدأ عملية التنسيق منذ بداية العمل مع المجتمع
أن يتم توزيع العائد من العملية التنسيقية بصورة عادلة   بين المنظمات المتعاونة
أن تتضح المصالح المشتركة لتلك المنظمات في العملية التنسيقية بحيث تدرك كل منظمة ما تسعي الية المنظمات الأخري وتحاول التوفيق بين مصالحها ومصالح المنظمات الأخرى في عملية التنسيق
مبدأ المطالبة
تعتبر من الجوانب الهامة في الخدمة الاجتماعية وزاد معدل استخدامها في ممارسات الخدمة الاجتماعية في الوقت الحالي وذلك فيما يخص تحقيق العدالة للفئات المحرومة والفقيرة في المجتمعات
تعتبر المطالبة من العناصر الأكثر أهمية في الممارسة المهنية علي مستوي الوحدات الكبيرة ومن بين الوظائف الاولي لأخصائي تنظيم المجتمع الذي يستهدف تقديم المساعدة وإحداث تغييراً في المجتمع.
تتطلب المطالبة تقديرا شاملا للموقف المعني وذلك قبل البدء في عملية المطالبة لتجنب أي مخاطر  
مبدأ التقويم الذاتي :
التقويم هو العنصر أو الآلية التي تسعي إلي تحسين الطريقة وإصلاح الخطأ في العمل المهني.
التقويم الذاتي يشمل عدة جوانب من بينها
تقويم المجتمع أفراداً ومؤسسات ونظماً تشريعية والتعرف علي كافة المعوقات التي تواجه المجتمع وكيفية التصدي لها 
تقويم البرامج التي يضعها الأخصائي لمواجهة مشكلات المجتمع
تقويم شخصية الأخصائي الاجتماعي وسلوكة المهني في المجتمع .
تنظيم المجتمع والنظرية الاجتماعية 
تبنت طريقة تنظيم المجتمع عدة نظريات تعتمد عليها ومن بينها .
١-نظرية المنظمات٢- نظرية اتخاذ القرارات٣- نظرية الصراع٤- نظرية التعلم الاجتماعي٥- نظرية التغير الاجتماعي أولاً: نظرية المنظمات
تم تعريف المنظمة بأنها وحدة اجتماعية يقوم المجتمع بتأسيسها عندما يشعر بأن له حاجة يريد إشباعها وتمارس عملها ومهامها من خلال بيئة اجتماعية معينة أو عبر وحدات لمنظمات أخرى في المجتمع سبق أن تم إنشاؤها من قبل ويصب هدف هذه المنظمات أو الأجهزة مجتمعة في خانة تحقيق الهدف العام الذي يختص بالمجتمع 
أشار جورن وبرلمان إلي أن الأجهزة الخاصة بطريقة تنظيم المجتمع تنقسم إلي عدد من الأجهزة تتمثل في
1- الأجهزة التطوعية
الغرض منها مواجهة مختلف المشكلات التي يعاني منها المجتمع والتي عجزت الأجهزة القائمة في مواجهتها 
تزيد من فاعلية المؤسسات الأخرى الموجودة بالمجتمع 
2- أجهزة الخدمات الحكومية أو الأهلية
توفر خدمات متعددة كالخدمات الصحية والاجتماعية وتساعد في فاعلية هذه الخدمات 
3- الأجهزة التخطيطية
فهي تركز علي عملية التخطيط للخدمات 
ثانياً: نظرية اتخاذ القرارات
تهدف هذه النظرية إلي دراسة وتطبيق الاساليب التي توفر اساساً معقولاً للاختيار بين طريقتي عمل بديلتين في حالات علي درجات متفاوتة من الشك وعدم التأكيد والهدف من ذلك وإيجاد طريقه عمل تقي احتمال وقوع المخاطر في حده الأدنى .
ويمكن تصنيف القرارات إلي :
1- قرارات إستراتيجية : تختص بالمنظمة وكيانها ومكانتها في البيئة التي توجد بها وأهدافها 
2- القرارات الإداريه : تأخذ الطابع التنظيمي وتختص بتحديد هيكل المنظمه وتنظيمها الاداري 
3- القرارات التشغيلية فتتعلق بالتوزيع الداخلي للموارد المختلفة وتحويل الاهداف الي افعال 
(((((( خريطة ذهنيه في الفصل الثالث شابتر ٢١ )))))))))
ثالثاً: نظرية الصراع 
أن المجتمعات أو التنظيمات علي وجه العموم تعمل من خلال صراع أعضائها للحصول علي منافع أكثر الأمر الذي يمكن أن يسهم وبشكل أساسي في إحداث التغير الاجتماعي
بما أن الصراع أمر حتمي وقائم في حياة المجتمعات فيمكن التعامل معه في عملية تنظيم المجتمع علي أساس أنة طريقة أو أسلوب يود من خلاله أي من الأطراف إثبات ذاتيته والتعبير عن آرائه في المجتمع وإن اختلفت وجهاته مع الأطراف الأخرى
متي ما تم التعامل مع الصراعات والنزعات علي أساس أنها دوافع محركة نحو التنافس الشريف في المجتمع فيمكن أن يكون عنصر المشاركة من كل فئات المجتمع واسعاً وشاملاً.
رابعاً: نظرية التعلم الاجتماعي 
تقوم علي ضرورة تفهم كل العناصر التي تؤثر علي سلوك الفرد والجماعة في المجتمع علي اعتبار ان السلوك الانساني يشكل امرا مكتسباً يتعلمه الفرد من خلال التفاعل مع البيئة الاجتماعية .
اعضاء الجماعه بسبب ما يمتلكون من مقدره لتحقيق اهداف ويتعامل اصحاب النظريه مع ما يطبق عليه :
ادراك الكفاءة الذاتيه : يدل علي القدره الذاتيه للفرد علي تحديد مجموعة من النشاطات الراميه الي تحقيق هدف معين
الادراك الجمعي للكفاءة الذاتيه
يشير الي الادراك المشترك بين مشتركه وأخصائي تنظيم المجتمع يمكنه الاستفادة من معطيات نظريه التعلم الاجتماعي ان قام بتقدير مستوي الادراك الفردي والجمعي لأعضاء المجتمع وتوظيف قدراتهم بالصورة التي تمكن من احداث التغيير
خامساً: نظرية التغير الاجتماعي 
تناول البعض نظريه التغير الاجتماعي بإسهاب موضحين تباين وجهات نظر علماء الاجتماع في عمليه التغير الاجتماعي من حيث التعرف علي مدي تطبيق تنظيم المجتمع لتلك الآراء النظرية واتخاذها إطاراً مرجعياً في احداث التغير الاجتماعي المنشود.
- وفيما يلي بعض ما أشير إلية فيما يخص النظريات الاجتماعية ودورها في عملية التغير الاجتماعي :  
- هناك من النظريات ما يطلق علية اسم المدخل التطوري الذاتي حيث تتمثل عناصره في عملية التباين والتي تعني الانتقال التدريجي من حالة التجانس إلي حالة عدم التجانس حين تميل الحياة إلي التخصيص
يعتبر أميل دوركايم هو صاحب فكرة التمييز بين المجتمعات علي أساس مبدأ الأخذ بتقسيم العمل الاجتماعي والتخصص الوظيفي.
الطراز الاول
تسود فيه مضامين التضامن الآلي والتماسك الميكانيكي
يظهر في المجتمع المحلي حين تكون درجة التخصيص محدودة.
الطراز الثاني
يتسم بالتطور والتقدم فهو يختلف عن الطراز الأول في الدرجة وليس في النوع وذلك من حيث زيادة التخصيص وتقسيم العمل 
نظرية التوازن والتعادل 
يري وليام أوجبرن أن التغير الاجتماعي ينطلق من خلال الاكتشافات والاختراعات التي تحدث في المجتمع  .
ويقر أوجبرن بأن الاستخدامات التكنولوجية تنمو بسرعة كبيرة في حين تواكبها مظاهر مختلفة من الانساق الاجتماعية والأنماط والقيم غير المادية .
علي العكس من ذلك يري سوركن ان الجوانب غير المادية هي عادة ما تسبق الجوانب المادية الموجودة في المركب الحضاري بالمجتمع وسبب ذلك أن الجوانب الايديولوجية والروحية تكون عادة هي الأيسر انتشاراً من الجوانب المادية
فسر رابرت مور التغير الاجتماعي في المجتمعات المعاصرة بأنه العملية التي تحدث بشكل متتابع وتنتشر لتحقيق الشمولية علي كل المستويات .
نظرية التغير والزعامة الجماهيرية الكاريزمية :
والتي يرجع فيها ماكس فيبر عملية التغير إلي أوقات التحول التي يمر بها المجتمع نتيجة وجود عباقرة أو أبطال أو بسبب ظهور فئة محددة من الحكماء أو العلماء
العوامل والمؤثرات التي تعوق عملية التغير الاجتماعي 
عزلة المجتمع 
عدم تجانس التركيب العضوي والطبقي للسكان 
الرغبة في الحفاظ علي القديم السائد 
انعدام الروح الابتكارية لدي أفراد المجتمع
استراتيجيات تنظيم المجتمع 
الاستراتيجية هي
الأعمال التي تقوم بها الادارة العليا وتتسم بالأهمية وتفيد المنظمة المعنية 
القررات الاساسية والتوجيهية التي تخدم أهداف ورسالة المجتمع 
الأفعال الهامة والضرورية لمعرفة تلك الموجهات .
تتعامل طريقةتنظيم المجتمع مع استراتيجيتين هامتين هما أ) استراتيجية الإقناع ب) استراتجية الضغط استراتيجية الاقناع 
ساهم علماء النفس في صياغة النوع الاول من الاستراتيجيتين علي اعتبار ان هناك منهجا يتضمن التركيز علي الحكم والثقة والإقناع والتعامل مع كل مؤثرات العمل السلمي إلي ان يحدث التغيير المطلوب
بحيث ان استخدام القوة في تغيير القيم والمعتقدات الانسانية لا يفيد في الحصول علي الغرض المطلوب .
وعلي الرغم من أن عملية الاقناع تستلزم وقتاً طويلا نسبياَ إلا أنها عملية مضمونة النتائج لأن من طبيعة البشر في حال اقتناعهم بشيء ما أن يبادروا علي الفور إلي اعتناقه وتنفيذه
إستراتيجية الضغط
نادي فريق ثاني بضرورة الاعتماد علي وسيلة الضغط والإجبار لإحداث بعض التغييرات اللازمة والهامة في المجتمع والتي تهدف إلي تحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي
.
ويري أيضا أنصار مبدأ الإجبار أن استخدام الاقناع وحدة لإحداث التغيير يؤدي إلي استفحال المشكلات في المجتمع.
بناء علية يكون من المفيد أن يدرس المختصون بأمر المجتمعات أجدي وأنفع الاستراتيجيات لتطبيقها داخل المجتمع
الإستراتيجية والتغيير في المجتمع
أن التغيير الاجتماعي لابد أن تتبعه استراتيجية علمية محكمة تؤمن بأهمية التغيير في المجتمع وتتزامن وتتماشي مع مستجدات وتطورات العصر الحديث
فالتغيير الاجتماعي عندما يقترن بالعلمية والمنهجية يمكن أن يمثل ضرورة هامة في ترقية التنمية الأساسية التي يعتمد نجاحها علي مدي قدرتها علي إحداث التغيير المطلوب في المجتمع وذلك من خلال نشر أفكار وسلوكيات وعادات جديدة تخدم الصالح العام  ويصاحبها جهد منظم هدفه إقناع الفئات المستهدفة
أن علي المنظم الاجتماعي أن يتعامل بحكمة مع قيادات المجتمع  وأن يتوصل إلي لغة تفاهم مشترك معهم تساعده في الخروج بصورة واضحة المعالم بشأن الاستراتيجية التي يراها ملائمة وقابلة للتطبيق 
من الضروري أن يكون التغيير مواكبا للمفاهيم المستحدثة في بناء وتنمية المجتمعات المتكاملة 
فالتغيير الاجتماعي جزء محوري في عملية تنمية المجتمعات خاصة حين ارتبط ذلك التغيير بنهج إستراتيجي وتخطيطي 
من المهم أن تكون هناك مؤسسة فاعلة وتنظيم جاد من أجل إحداث التغيير  الاجتماعي
عمليات تنظيم المجتمع
١- مرحلة الدراسة   ٢- مرحلة التشخيص ٣- مرحلة إعداد الخطة  ٤- مرحلة التنفيذ   ٥- مرحلة التقويم
مرحلة الدراسة:
تتناول الدراسة الجوانب المختلفة للمجتمع من حيث الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية للسكان لأنها من الأمور الهامة التي يمكن أن تفيد في أي عملية تخطيطية .
تتناول الدراسة القيم والعادات السائدة في المجتمع ومدي تماشيها مع أفراد المجتمع وإيجابياتها ومعرفة الجوانب السلبية في تلك القيم والعادات ذلك لأن القيم السلبية ربما تعوق عملية التنمية في المجتمع.
مما تهتم به الدراسة أيضا العمل علي كيفية استثمار الموارد والإمكانات المتاحة في المجتمع.
وتشمل الدراسة كذلك التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية ،القيادات الرسمية والشعبية ،وخبرات المجتمع في مواجهة مشكلاته.
مرحلة التشخيص :
تتم الاستفادة من التشخيص في تعين مدى الاحتياجات وتوفر الإمكانيات والرغبة والاستعداد لدي أهالي المجتمع لمواجهة الاحتياجات بما يسهم بالتالي في إحداث التغير المجتمعي المطلوب
من خلال التشخيص يمكن التعرف علي أسباب المشكلات في المجتمع
فلابد أن يكون هناك تشخيص متكامل للعلل والمشكلات في المجتمع بهدف تحقيق النهوض الاجتماعي
فالتشخيص يعني التعرف علي موطن الداء ثم ايجاد وتحديد العلاج لتغيير المجتمع الي الأفضل .
مرحلة اعداد الخطة :
تسهم قيادات المجتمع مع المنظم الاجتماعي بوضع الخطة الاصلاحية الملائمة مع المجتمع ويراعي في وضع الخطط مبادئ الشمولية والواقعية والمرونة والاتزان وأن تستهدف 
عدة أولويات علي المستوي المجتمعي كالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والصحية 
من خلال تسخير إمكانيات المجتمع في جميع المجالات وتحفيز الابتكار ووضع الاستراتيجيات شاملة من اجل التنمية يمكن أن تتبلور الخطط إلي نتائج والأهداف إلي واقع ملموس 
إن من أهم موجهات الخطط ضرورة ان يكون هناك تكامل بين أجهزة التخطيط القومي للتنمية توفيراً للبنيات التحتية اللازمة لنهوض المجتمع
من الأهمية في وضع الخطة تنظيم كل الجهود التي سوف تبذل في الخطة من حيث اتخاذ قرار التخطيط وتحديد الجهة المستفيدة منه
مرحلة التنفيذ :
في مرحلة التنفيذ يتم ترجمة الخطة المتفق عليها حيث يتم توزيع الادوار مع العمل علي استثمار قدرات سكان المجتمع للمشاركة في تفعيل برامج التنمية الاجتماعية .
العمل علي جعل الجميع مهتمين بحجم مسؤولياتهم وأدوارهم من خلال تبصيرهم بأهمية المسؤولية المشتركة والجماعية في المجتمع.
يتم تنفيذ الاستراتيجيات وتخصيص الموارد البشرية والمادية وتوزيعها بحسب الادوار والمسؤوليات التي تدخل في صلب عملية التغيير الاجتماعي .
من شأن هذه المرحلة أن تحقق التكامل والتعاون بين الانشطة والوحدات التنظيمية في المجتمع لتنفيذ الخطط بكفاءة عالية.



مرحلة التقويم 
يعد التقويم أداة هامة في متابعة وقياس التقدم والانجاز الذي تم تحقيقه طبقا لأهداف البرنامج أو بناءً علي الخطة المعنية .
وبالتقويم يمكن الوقوف علي حجم الانجازات أو الإخفاقات والتعرف علي السلبيات التي ربما تكون قد طرأت خلال المراحل السابقة وبالتالي تفاديها في المستقبل
تعتبر هذه المرحلة نهائية لأنها تؤكد علي تنفيذ كل الخطط والأهداف المرجوة من وراء عمليات تنظيم المجتمع كما أنها تمثل مرحلة يشترك فيها كل من المنظم الأخصائي وقيادات المجتمع من أجل خروج عملية التقويم بالصورة العلمية المتكاملة 
العناصر الهامة التي يجب أن تعتمد عليها عملية التقويم
:
تسجيل كل المراحل السابقة بكل ما تتضمنه من خطوات 
استعانة الأخصائي بالخبراء والمختصين بهدف التقويم 
ضرورة اعتماد التقويم علي استخدام الأسلوب العلمي في قياس النتائج
حيازة القائمين علي عملية التقويم علي كل تقارير المتابعة لكل مرحلة من المراحل السابقة  


الفصل الرابع  :التخطيط في الخدمة الاجتماعية
تعريف التخطيط الاجتماعى 
تعريف افيلين :
عملية واعية لحل المشكلات واستطلاع للمستقبل بغرض التحكم في احداثه من خلال الدراسة والتفكير العلمى المنظم وإجراء البحوث العلمية وتحديد الاولويات الهامة والملحة .
تعريف السكرى :
عمل موجه للمستقبل من خلال مجموعة من الخدمات او العمليات المستمرة والهادفة الى الوصول لأهداف معينة عبر نشاطات محددة ومطلوبة طبقا للموارد المتاحة . 
يعتبر التخطيط الاجتماعى من احدث الميادين التى انضمت الى المدارس التخطيطية في حقبة الستينات من القرن العشرين بسبب وجود بعض المتغيرات بالمجتمع مثل الايديولوجية القائمة في المجتمع والبيئة الثقافية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والطريقة التى تتم من خلالها صياغة ووضع مفهوم المصلحة العامة في المجتمع . 
الاطار الفلسفي للتخطيط الاجتماعي 
تعريف الفلسفة : موقف او تصور شامل تجاه الكون والمجتمع والانسان ، وتصور منطقي للعلاقات التى تربط كل ظاهرة بالاخرى استنادا الى منهج خاص . وبتطبيق ذلك المنهج علي الماضي والحاضر يكون استخلاص تلك الكليات التى تكون الاطار النظرى الذي يتحرك خلاله الانسان عندما ينزل بالنظرية الى الواقع يقيمها بالتجربة والممارسة . 
يتضمن الاطار الفلسفي للتخطيط الاجتماعي عددا من المعايير والقيم المستنبطة من مهنة الخدمة الاجتماعية لتلائم طبيعة الممارسة التى تتميز بها انشطة التخطيط ، منها : 
1- الانسان هو محور الاهتمام في المجتمع .
2- تفاعل الانسان مع الآخرين ، وبالتالي هناك إعتماداً متبادلاً بين الافراد في اى مجتمع من المجتمعات .
3- من الضرورة ان يحظي الناس بالموارد المطلوبة لسد احتياجاتهم الاساسية .
4- مسؤولية المجتمعات عن تدعيم كل مقدرات وإمكانات الفرد عبر منحه فرصة ليشارك بفاعلية في الانشطة الاجتماعية بالمجتمع . 
5- من مسؤوليات المجتمع توفير كل الطرق و الوسائل المعينة علي مواجهة وتخطى العقبات بغية تدعيم ذاتية الفرد كإنسان له الحق في الحياة الكريمة .   
انواع التخطيط :
اولا : التخطيط من حيث نوع التغيير:
أ – التخطيط الهيكلي : وهو إحداث تغيرات جذرية في النظم او في البناء الاجتماعى والاقتصادى وإنشاء اوضاع جديدة بتغير هيكلي جديد وإصدار قوانين جديدة تستهدف إحداث التغير في المجتمع . 
ب – التخطيط الوظيفي : وهو إحداث تغيرات في وظائف بعض النظم القائمة من ضمن نطاق الاطار القائم وبما يتفق مع الاهداف المراد الوصول اليها أخذاً بمبدأ التطور البطيء والاصلاح المتدرج بإستخدام اسلوب التخطيط دون العمل علي احداث تغيرات جذرية في النظام . 
ثانيا : التخطيط من حيث العملية التخطيطية
أ – التخطيط الشامل : هو التخطيط الذى يتم علي مستوى المجتمع ويعم نشاطاته وجميع قطاعاته .
ب- التخطيط الجزئي :يقوم علي اساس تخطيط قطاعات بعينها تمثل اهمية كبيرة في المجتمع .
ثالثاً : التخطيط من حيث المدى الزمني للتخطيط : 
أ- التخطيط طويل المدي : هو الذى يتطلب التنبؤ الصحيح تجاه المطلوب تنفيذه وانجازه في المستقبل ، اى اعداد خطة منهجية محددة يستغرق تنفيذها مدة زمنية تتراوح ما بين 15 إلي 20 عاما علي النحو الغالب . 
ب- التخطيط متوسط المدى :هو الذي تأخذ به اغلب الدول النامية واكثر ما يميزه خطته الخمسية ، وهى خطة مدتها خمس سنوات وتسمح بالقيام بعمل تقديرات وتنبؤات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وبدرجة معقولة من الدقة والوفاء .
ج- التخطيط قصير المدي : يقصد به الخطط السنوية ، ويعاب عليه صعوبة اشباع الحاجة الي المأكل ووقوعه تحت طائلة الضغوط الشعبية تجاه المعنيين بالخطط والتنفيذيين بسبب الحاجة الي اصلاح عاجل ، كما انه يشكل مسكنا وقتيا او علاجا ظاهريا للمشكلات . 
رابعا : التخطيط من حيث ميادين التخطيط : 
أ- التخطيط الاجتماعى : لم ينتشر التخطيط الاجتماعي كمفهوم الا بعد الحرب العالمية الثانية ، واختص بدراسة المشكلات الاجتماعية والدراسات التطبيقية ، وهو اسلوب علمي يقوم علي الدراسة الاجتماعية ويتفق مع روح العصر ويسمح لافراد المجتمع بتحديد الاهداف واقتراح المشروعات . 
ب – التخطيط الاقتصادى : هو التخطيط الذي يتناول الجوانب الاقتصادية في الاساس من اجل تنميتها إضافة الى تنمية الجوانب الاجتماعية التى تحدد بالخدمات والرعاية الاجتماعية . ويتأثر التخطيط الاقتصادي بتوافر الموارد والامكانات وبالظروف والاوضاع والقيم السائدة في المجتمع . 
ج- التخطيط الثقافي : يهدف الي تنظيم شؤون الحياة الثقافية في المجتمع وتشجيع ظهور المؤسسات والهيئات التعليمية والثقافية وإقامة المعارض العلمية والفنية ، وإيجاد وعى ثقافي شامل متكامل . 
د- التخطيط الطبيعى : يهتم بضرورة المحافظة علي الموارد الطبيعية المتاحة في المجتمع مثل : التربة الزراعية والمحيطات والانهار وآبار المياه والمناجم والمعادن 
خامسا : التخطيط من حيث الاستمرارية : 
أ – التخطيط الدائم :اى التخطيط طويل المدى ، حيث يهدف الى تحقيق اهداف بعيدة المدى ولا يمكن الوصول اليها على المدى القصير، وتتعامل به المجتمعات المستقرةاقتصاديا واجتماعيا   
ب- تخطيط الطوارىء : الذى يتم في حالة وجود طارىء معين سواء كانت مشكلة ما او خللا في مواجهة ظروف محددة او احوال اثناء الحرب ، وينتهى حالما انتهت المشكلة او الظرف الطارىء .  
مبادىء التخطيط الاجتماعى 
1- الواقعية الاجتماعية : وهى مجموعة من الافكار والآراء والمعتقدات التى تعبر عن طبيعة الفكر الاجتماعي الموجود في بيئة معينة والخاص بزمن معين . 
وفي مجال التخطيط الاجتماعي تعني الواقعية الاجتماعية طريقة التعامل مع اسس التحليل الوظيفي والتكوين البنائي للمجتمع وذلك في حدود الموارد والمصادر الحقيقية المتاحة وعلي ضوء تحديد وتصنيف الاحتياجات الفعلية والمطلوبة ، حيث يتم بعد ذلك بذل الجهود الرامية الى اشباع تلك الحاجات مع محاولة الارتقاء بها لمستويات اعلي . 
2-الشمولية : تعني الشمولية في التخطيط الاجتماعى سيادة وانتشار الخطة او الاهداف المراد تطبيقها في كل قطاعات المجتمع ومجالاته المختلفة ، ومنها المجال التعليمى والصحى والثقافي والاجتماعى والترويحى وغيرها من المجالات .
3- التكامل الاجتماعي : يشير بمعناه الواسع الى الطريقة التى تعمل علي ربط الاجزاء بعضها مع بعض فيتكون منها ما يعرف بالبناء الاجتماعي والذي يتكون بدوره من انساق او اجزاء يطلق عليها اسم المؤسسات الاجتماعية مثل المؤسسات الدينية والاقتصادية والاسرية والتربوية وغيرها . 
ومن الضرورى في جانب التخطيط الاجتماعي ان يكون هناك تكامل اجتماعى تام وترابط موحد بين احتياجات المجتمع المختلفة ومشكلاته بمختلف مستوياتها وعواملها واسبابها . ومن اهم مظاهر ذلك الانسجام والترابط تحقيق ما يعرف بعملية التكامل الرأسى والافقي الذي يقوى من الخطة موضع التنفيذ ويقودها الى النجاح .  
4- المرونة : من المهم ان يصحب الخطة قدر كبير من المرونة عند الشروع في التنفيذ ، ويمكن تقسيم الظروف التى تواجه الخطة الي قسمين زمنية ومكانية .
الظروف الزمنية تراعي التعامل مع مظاهر التغير الاجتماعي التلقائي والذي يحدث خلال المجال الزمني المحدد لتنفيذ الخطة المعنية . 
الظروف المكانية يقصد بها عملية التخطيط الاجتماعي التي يتم وضعها علي مستوي المجتمع ، علي ان تكون في ذات الوقت قابلة للتنفيذ علي المستوى المحلي بعد إدخال بعض التعديلات البسيطة والمحدودة والتى تستلزم وجودها طبيعة المجتمعات المحلية .  
5- التقدم : في ضوء عملية التقدم وارتباطها بعمليات التغير الاجتماعي ، فإن علي القائمين علي امر التخطيط الاجتماعي مراعاة ان تكون بداية الخطة الجديدة ، التي هم بصدد إعدادها ، من حيث انتهت القديمة ، بمعني ان يكون هناك استناد الي عامل التقدم المضطرد في الخطة الجديدة التي يسعون الي تنفيذها وابرازها علي ارض الواقع ، ليتسني حينها الوصول الي الاهداف المرجوة والبعيدة المدى . 
6- الموازنة : اى حالة التوازن التى تحدث في النظام الاجتماعى ، اى الموازنة بين اجزائه ومركباته المتناسقة . 
الموازنة بمجال التخطيط تعني تحقيق نوع من التوازن بين الموارد والمصادر المتاحة وبين الحاجات الفعلية التي يتطلبها المجتمع . 
7- التعاون والتنسيق : التعاون في مجال التخطيط الاجتماعي يعمل علي تنمية الشعور بالمسؤولية والعمل وفق مستوي الفريق الواحد ، ويعمل علي تبادل الخبرات المختلفة بين الفئات العاملة بالمجتمع ، ويوجد روح الجماعة بين الافراد ويسهم في الارتقاء بالمهام والواجبات . 
8- مراعاة الظروف الداخلية والخارجية : يجب ان تكون تلك  الظروف اجتماعية ، وتشمل حينها جملة الاوضاع البيئية المحيطة بالافراد والجماعات او نظرة المجتمع نحو الفئة الاجتماعية ونظرة الفئة نحو المجتمع ، والعلاقة التفاعلية بين الفئة الاجتماعية والمجتمع . 
عمليات التخطيط الاجتماعي : 
اولاً : الدراسة وصياغة الخطة : يعني بالدراسة هنا التعرف علي كل العوامل المحيطة بعملية التخطيط الاجتماعي ، حيث تبدأ خطوات الدراسة بتجميع كل البيانات والمعلومات عن المجتمع وموارده ومصادره وخبراته وما يتوفر فيه من كفاءات مادية وبشرية وغيرها  
ومن الاهمية ان تكون للخطة اهداف محددة وان تتميز الخطة بالبساطة والوضوح والبعد عن التعقيد ، وان تتضمن تعريفا واضحا لكل الاجهزة الادارية المسؤولة عن تنفيذ الخطة وكل تفاصيلها وجزئياتها . ومن الاهمية ان تتلائم الخطة مع الزمان والمكان والظروف التي تنفذ فيها ومع طبيعة المشكلة التى تعالجها . 
ثانياً : مرحلة التنفيذ : اى تحويل الخطة وترجمتها في شكل برامج او مشروعات عملية علي ارض الواقع ، وان تكون تحت اشراف الاجهزة التنفيذية المتخصصة وبكل مستوياتها المختلفة وبمشاركة قادتها التنفيذيين والاداريين والمعنيين بصياغة الخطط . 
اساسيات تنفيذ الخطة : 
1- دراسة اجراءات تنفيذ الخطة 
2- تحديد الاولويات في تنفيذ المشروعات 
3- عدم تجاوز التكاليف المادية 
4- تحديد المشروعات المناط بالاجهزة المركزية والمحلية تنفيذها 
5- مراعاة علاقة المشروع المخطط تنفيذه بالمشروعات التى سبق تنفيذها 
6- توافر الشروط المالية والتنظيمية والبشرية اللازمة لنجاح تنفيذ الخطة . 
عقبات تنفيذ الخطة : 
1- قلة الموارد المالية 
2- نقص الكفاءات المهنية 
3- تمسك بعض المهنيين ببعض القيم التي يمكن ان تعيق التنفيذ 
4- القصور في التنظيمات المجتمعية عن تحقيق اهداف المجتمع . 
ثالثاً : المتابعة والتقويم : يتسنى من خلال المتابعة والتقويم التأكد من ان الخطة قد تم تنفيذها بصورة فعلية ، وذلك من خلال المعلومات التى ترد بشأن عمليات التنفيذ وإزالة ما يمكن ان يعترض سير التنفيذ من عقبات وصعوبات . 
كما يفيد التقويم في معرفة الظروف والعوامل التى ادت الى نجاح تنفيذ الخطة من اجل ان يتم التعامل مع تلك الظروف والعوامل مستقبلا . 
بالتقويم يمكن تقويم الاهداف الهامة في المجتمع وتقويم مهارات التفكير لدي مؤسسات المجتمع وافراده .
كما ان استراتيجية التقويم لا بد ان تكون مرنة لتتلاءم مع الاداء الاجتماعي في المجتمع . 
التقويم اداة علمية تختبر جودة الاساليب التي تم استخدامها لقياس مدي استعداد المجتمع ومؤسساته للعمل والبناء والنماء .  
التخطيط والخدمة الاجتماعية 
بدأ الاهتمام بالتخطيط كطريقة مساعدة من طرق الخدمة الاجتماعية بعد مدة زمنية طويلة من بدايات ظهور هذه المهنة . وقد تعددت الآراء حول الخدمة الاجتماعية والتخطيط الاجتماعى ، حيث جاء الرأى الاول الذي اعتبر ان التخطيط الاجتماعى هو طريقة او اسلوب يمارسه الاخصائيون الاجتماعيون في ادائهم لأدوار تخطيطية لخدمات الرعاية الاجتماعية . ، بمعني ان تلك الطريقة هى ميدان جامع يسهم فيه الاخصائيون الاجتماعيون من خلال التعامل معا او استثمار خبراتهم المهنية ومؤهلاتهم المختلفة . 
مقومات هذا الرأى هى :
1-  المعرفة العلمية او البناء المعرفي الذى يرتكز علي تعريف ماهية التخطيط الاجتماعى ومراحله وخطواته ومستوياته ومجالاته  .
2- الفهم التام لطبيعة التخطيط الاجتماعى وكيفية التعامل معه .
3- مهارات البحث والاحصاء وجمع البيانات والمعلومات ذات العلاقة .
4- النظام التعليمى . 
الرأى الثانى ينظر الي التخطيط الاجتماعى علي انه اسلوب علمي يرتكز الي منهجية واضحة في التعامل والى المهارة في الممارسة بحيث تستخدمه مختلف المهن والتخصصات ، ومن بينها مهنة الخدمة الاجتماعية . ويقود الاسلوب العلمي هنا الى التعامل مع الافراد بصورة تفاعلية مؤثرة ، ومع مصادر دراسة وافية تعمل علي الربط المحكم بين الحقائق والمعلومات المختلفة وبين الآثار فيما بينها في عملية التشخيص . 
التخطيط الاجتماعى وخدمة الفرد 
اذا تناولنا عمليات خدمة الفرد من حيث الدراسة والتشخيص والعلاج ، نجد ان ثمة علاقة وثيقة بين تلك العمليات وبين التخطيط ، وذلك لان العمليات الثلاثة يدخل فيها التخطيط قبل التنفيذ . وان عمليات خدمة الفرد تستلزم من الاخصائي التخطيط العلمى والمنهجى المتكامل كي يخرج بحلول ناجحة للحالة . 
التخطيط الاجتماعى وخدمة الجماعة 
يفيد التخطيط الاجتماعى في تحقيق التالي : 
1- صياغة الاهداف الخاصة بالجماعة .
2- مساعدة افراد الجماعة في بلوغ اهدافهم .
3-إعداد برامج توعية تتناول مفاهيم المشاركة الفاعلة بين الافراد والجماعات .
4- سيادة المعانى الانسانية بين افراد الجماعة .
5- التأكد من تحقيق كل الاهداف التى تصبو اليها الجماعة .
6- تأهيل الجماعات للقيام بمختلف المهام التنفيذية والقيادية.
7- المقدرة علي حل مشكلات الجماعة وتتبع آثارها والتعرف علي عواملها المؤثرة في حدوثها .
8- مساعدة اخصائي الجماعة في دعم اعضاء الجماعة تجاه اداء مهامهم وتحمل المسؤولية الاجتماعية .
التخطيط الاجتماعى وتنظيم المجتمع 
من دون تخطيط فاعل لا يمكن ان يتحقق الهدف العام الذى يرمي الى الارتقاء بالمجتمعات وتحسين احوالها المعيشية ومساعدة افرادها علي اشباع حاجاتهم وتحقيق تطلعاتهم من خلال نشر واعداد البرامج التنموية بمختلف انماطها وتخصصاتها واهدافها وشرائحها المستهدفة . 
دور الاخصائي الاجتماعى في التخطيط الاجتماعى
من بين المهام التى يفترض علي الاخصائي الاجتماعى مزاولتها كي يكون جزءا فاعلا في صياغة التخطيط الاجتماعي ما يلي :
1- المشاركة في التخطيط والاعداد للبرامج والمشروعات .
2- متابعة الخطط والبرامج المختلفة . 
3- ممارسة التخطيط الفاعل  في مواجهة المشكلات الاجتماعية .
4- الاهتمام بمشكلات المجتمع الراهنة وابرازها علي ارض الواقع .
5- التعاون مع اللجان المختصة بعملية التخطيط الاجتماعي .
6- المشاركة المتواصلة في تقويم الاداء والادوار والمسؤوليات .
7- التدخل مع الافراد والجماعات والمجتمع بأسلوب علمي يعمل علي تطوير الوعى في المجتمع .  
8- التعامل مع النظريات العلمية كنظريات التخطيط والتغير .
9- المهارة والكفاءة والفعالية والتصوير الذهنى والفكرى القائم علي خصائص متميزة من اهمها التدخل المهني من خلال اتباع اسلوب علمي ومنهجى يشتمل علي عمليات متعددة ومستمرة . 
10- مراقبة عملية التخطيط والتأكد من بلوغ الاهداف المرجوة .
11- تقويم الخطط التى سبق وان تم اعدادها والتأكد من كفايتها وتماشيها مع الاهداف . 
12- الاسهام في جمع البيانات التى يمكن ان تساعد في حل مشكلات التخطيط ان وجدت . 
التخطيط الاجتماعي في المملكة العربية السعودية 
من الملاحظ ان خطط التنمية في المملكة العربية السعودية غالبا ما تركز علي اولويات ، من بينها السعي نحو رفع وتحسين المستويات الحياتية والمعيشية لافراد المجتمع السعودى ، وتوفير فرص العمل للمواطنين ، والتوسع في الخدمات التعليمية والتدريبية والصحية والاجتماعية وفي العلوم التطبيقية والتقنية ، وتشجيع المبادرات والابتكار بما يمكن من مواكبة التطورات الاقتصادية والتقنية العالمية السريعة ، وتنويع القاعدة الاقتصادية والاهتمام بالمجالات الواعدة كاصناعات الاستراتيجية والتحويلية وغيرها . 
مرت اجهزة التخطيط في المملكة بعدة مراحل تطويرية من حيث البناء والوظائف ، ويمكن معرفة تطور تلك الاجهزة من خلال مراحل اربعة تتمثل فيما يلي : 
1- المرحلة الاولي : مرحلة البداية وإنشاء لجنة التنمية الاقتصادية ( 1376هـ - 1380 هـ ) 
2- المرحلة الثانية : مرحلة إنشاء المجلس الاعلي للتخطيط ( 1380 – 1384 هـ ) .
3- المرحلة الثالثة : مرحلة إنشاء الهيئة المركزية للتخطيط ( 1384 – 1395 هـ ) .
4- المرحلة الرابعة : مرحلة إنشاء وزارة التخطيط واستكمال هيكل اجهزة التخطيط ( 1395 – حتى الآن )  
اهم الاهداف الاستراتيجية للتنمية الاجتماعية في المملكة 
1- الدفاع عن الدين والوطن .
2- رفع مستوى المعيشة .
3- تنمية القوي البشرية لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطنى .
4- تنويع القاعدة الاقتصادية .
5- تحقيق التنمية المتوازنة . 
6- توفير بيئة ملائمة لنمو القطاع لاالخاص . 
7- تعزيز مكانة المملكة في الاقتصاد العالمى . 



الفصل الخامس :البحث الاجتماعي في الخدمة الاجتماعية
كما يشكل البحث أهمية كبيرة في الخدمة الاجتماعية من منطق مساعدته لها في تقويم أدائها . ويكون لها دور فاعل في تطوير مهنة الخدمة الاجتماعية من خلال المعرفة العلمية التي يمكن أن تتوافر وتسهم في زيادة فاعلية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية 
البحوث في العلوم الاجتماعية
مفهوم البحث العلمي 
تم تعريف البحث العلمي بالمنهج الذي يقود إلي اكتشاف الحقيقة والذي يعتمد في الأساس علي التفكير النقدي التحليلي ، كما يقوم بتحديد وصياغة المشكلات العلمية وفرض الفروض واقتراح الحلول الملائمة وتجميع المعلومات وتنظيمها ومن ثم استخلاص النتائج والتأكد من مدي ملائمة تلك النتائج مع الفروض البدائية 
مفهوم البحث في الخدمة الاجتماعية
كما اشارت ماري ماكدونالد في مقالها الذي نشرته بالكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية عام 1960م  إلي أن بحوث الخدمة الاجتماعية هي بحوث تهدف إلي تحصيل معارف علمية يمكن استخدامها في تخطيط وتنفيذ برامج الخدمة الاجتماعية 
العلاقة بين البحث الاجتماعي والخدمة الاجتماعية 
بما أن الخدمة الاجتماعية تعتبر مهنة علمية تستند إلي مجموعة من المعارف الإنسانية والمهارات ، ولها فلسفتها الخاصة ومعاييرها الأخلاقية . وأنها تقدم خدماتها وفق منهجية علمية تهدف إلي إحداث التغيير الايجابي في حياة الافراد والجماعات ، فهي إذن بحاجة ماسة إلي توافر المعلومات المتكاملة والبيانات والحقائق العلمية . ولا يمكن الحصول علي تلك المعلومات إلا من خلال البحوث الاجتماعية 
أنواع الأبحاث والدراسات في الخدمة الاجتماعية
1- الدراسات الاستطلاعية : يستخدم هذا النوع من البحوث في دراسة الظواهر الجديدة التي لم تسبق دراستها وصولاً إلي كشف الحقائق المتعلقة بالظاهرة المدروسة 
2-الدراسات الوصفية:هي بحوث تعرض خصائص الظاهرة المدروسة بناء علي فروض سابقة أوبدونها بطرقة أكثر دقة
3- الدراسات التجريبية : هي دراسات تهدف لاختيار الفروض بصورة دقيقة وفق اساليب ضبط وتحكم 
خطوات البحث في الخدمة الاجتماعية 
لا يزال البحث الاجتماعي في الخدمة الاجتماعية يتبع النهج نفسه المتبع في التصميم المنهجي للبحوث الاجتماعية الأخري والذي يتمثل في الجوانب التالية :
1- تحديد مشكلة الدراسة وصياغتها 
2- تحديد المفاهيم والإطار النظري للدراسة 
3- وضع فروض وتساؤلات الدراسة 
4- تحديد نوع الدراسة والمنهج المستخدم 
5- تحديد مجالات الدراسة 
6- تحديد أدوات جمع البيانات واختبارها 
7- جمع لبيانات 
8- تصنيف البيانات وتفريغها 
9- تحليل وتفسير البيانات 
10 – كتابة التقرير النهائي للبحث 
مناهج البحث في الخدمة الاجتماعية 
يمكن تعريف المنهج بأنه عملية تحليل المبادئ والطرق والقواعد المطبقة من قبل تخصص معين في البحث
فيما يلي عرض لأهم مناهج البحث التي تستخدم في دراسات الخدمة الاجتماعية كما يلي :
1- منهج المسح الاجتماعي
ومن خلال المسح الاجتماعي يمكن دراسة كل المشكلات الاجتماعية ومختلف جوانبها والوقوف علي دلالاتها الاجتماعية وغيرها وقياسها ومقارنتها بمشكلات اخري في مناطق اخري  
فالأمر لا يعدو من كون أن المسح الاجتماعي هو في الأساس نهج علمي واضح ومدروس ومحاولة منظمة لتقرير وتحليل وتفسير المشكلات الاجتماعية المختلفة والتي تهم الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات ، وتوجد في حياتهم اليومية ، وذلك من خلال آلية تتيح الوصول إلي البيانات المرتبطة بتلك المشكلات وبالتالي تصنيفها وتفسيرها وتشخيصها فيما يفيد في الوقاية من تلك المشكلات في المستقبل القريب
خطوات المسح الاجتماعي 
1- إعداد الخطة 
لابد من تحديد الهدف الرئيس من عملية المسح الاجتماعي  ويتم تحديد الأدوات اللازمة التي يجب استخدامها ، مع ضرورة تحديد الوقت الذي يمكن أن يستغرقة البرنامج والفئة المستهدفة التي يجب استجوابها وكذلك تهيئة مجتمع البحث . مع تحديد عينة البحث ، إلي جانب إعداد من سيقومون بإجراء عملية المسح الاجتماعي 
2- جمع البيانات 
يمكن أن يتم جمع البيانات والحقائق الخاصة بالعينات الممسوحة من خلال استمارة الاستبيان ، وذلك عبر صور شتي من بينها الملاحظة والمقابلة .
وقد يجمع الباحث البيانات بنفسه أو عن طريق ممثلين عنه ، لديهم الخبرة والدراية الكاملة بطريقة أداء البحوث الميدانية 
3- تحليل البيانات 
مرحلة تحليلها وتصنيفها وتقسيمها إلي مجموعات متجانسة وجدولتها وترقيمها إما يدويا أو من خلال اتباع عملية التحليل الإحصائي لجداول البيانات ومن ثم تحديد الفرق بين المتوسطات ومعاملات الارتباطات وغيرها . وبالتحليل يتمكن الباحث من توفير صورة وصفية دقيقة للبيانات 
4- عرض النتائج وكتابة التقارير 
وتأتي هذه المرحلة بعد الانتهاء من تفسير كل البيانات المرتبطة بموضوع الدراسة ، وبالتالي يتمكن الباحث من نشر مادتة العلمية وما توصلت إيه من نتائج ومقترحات وتوصيات 
أسس المسح الاجتماعي
تستهدف ظواهر أو مشكلات موجودة أصلاً في المجتمع 
تقوم بدراسة موضوعات تختص بمشكلات تحتاج إلي حلول ملائمة 
لا تتوقف عند حد التعرف علي المشكلة فقط بل تتعداها إلي أهداف أخري
لديها متغيرات خاصة بالظواهر الاجتماعية ، قابلة للقياس الكمني علي الأقل إن لم يكن القياس الكيفي أيضاَ
يمكن أن تنهي نتائجها بالحاجة إلي بحوث أو مفاهيم للدراسة أكثر عمقاً بالظاهرة  
2- المنهج التاريخي
فهو يعطي وصفا دقيقا للظاهرة المعنية مثلما وقعت في الماضي . والمنهج التاريخي بلا شك يعتمد كثيراً علي جمع المعلومات التاريخية وبالتالي التعامل معه من زاوية التحليل والنقد والتفسير وتحديد القيم التاريخية 
مميزات المنهج التاريخي 
المنهج التاريخي بعض المميزات التي تعتبر متداخلة مع العديد من المناهج الأخرى ومع حركة الوعي الإنساني الذي صاحب بعض معطيات التفكير في مختلف العصور ومن أبرز هذة المميزات باعتبار أن المنهج التاريخي هو في الأساس منهج للنقد الأدبي 
خطوات المنهج التاريخي 
1- تحديد المشكلة : من الضروري للباحث الاجتماعي ان يحدد مشكلته وطبيعتها من حيث ارتباطها بواقع المجتمع ومشكلاته بحيث لم تدرس من قبل في المجتمع
وكذلك مراعاة توافر كل الوثائق التي تحتوي علي البيانات الخاصة بالمشكلة 
2- تجميع المعلومات عن المشكلة : من خلال عدة مصادر من بينها الوثائق القديمة ومن أمثلتها المخطوطات والكتيبات والنشرات والرسائل والمذكرات والمجلات العلمية والمتخصصة والكتب وغيرها 
3- تصنيف الحقائق وتحليها : من خلال تحليل المعلومات من قبل الباحث يمكنه فهم العناصر التي تدخل ضمن الوثيقة وأن يحدد طبيعة ما تتضمنه من محتويات وأن يتوصل إلي مجموعة من العناصر ويعمل علي ربطها بعضها ببعض وأن يتناول بالتحليل العناصر أو الحقائق الاجتماعية الخاصة بالمشكلة التي هو بصدد دراستها . بعد ذلك يقوم الباحث بتصنيف تلك الحقائق الاجتماعية 
قد يعني التصنيف تحليل البيانات إلي مكونات أو عناصر حسب الزمان أو المكان بحسب العلاقات أو النتائج أو نماذج السلوك أو الوظائف أو الاتجاهات أو ما شابه ذلك 
4- عرض النتائج : تعتبر هذه المرحلة هي الرابعة والأخيرة في الدراسة ، من الأفضل أن يتم ترتيب عرض النتاج بحسب الفرضيات أو الأسئلة الخاصة بالدراسة مع أهمية أن يكون هناك تماسك في عرض النتائج وربطها بصورة محكمة مع الفرضيات 
3- المنهج التجريبي
يلجأ الباحث في الدراسات الاجتماعية إلي دراسة الظواهر والنظم ساعياً وراء الأسباب والعوامل المؤدية إلي حدوثها مستخدماً في ذلك الطريقة التجريبية ، إذ يبدأ بملاحظة الظاهرة ، ثم وضع الفروض العلمية لتفسيرها . ثم يلجأ إلي التأكد من صحة الفروض باستخدام المراقبة الدقيقة أحيانا ، والتجربة العلمية أحياناً أخري 
ومن جانب آخر يري البعض أن المنهج التجريبي يتضح دوره كواحد من أبرز مناهج البحث الاجتماعي في كونه
يتيح الفرصة  للباحث الاجتماعي أن يختبر فرضا قائلاً بوجود علاقة منتظمة بين متغير معين وبين ظاهرة معينة أو متغير آخر . التي يمكن الاستفادة منها في برامج التدخل المهني لاعتمادها علي التجربة وللتعرف من خلاله علي ما يمكن أن يحدث من تغييرات إيجابية علي الظاهرة محل التجربة , أياً كان نوع التغير الذي يحدث .
4- منهج دراسة الحالة 
بعد اختيار الحالة أو الظاهرة الاجتماعية سواء كانت حالة فردية أو جماعية أو حالة مجتمع . ويتم تعامل الباحث حينها مع مختلف المتغيرات والعوامل والمؤثرات المرتبطة بالحالة والعمل علي وصفها وتحليلها وتفسيرها بعد استيفاء جمع كل البيانات والمعلومات المرتبطة بالظاهرة أو الحالة . مدخل يسعي لدراسة الوحدات الاجتماعية ككل
اجراءات دراسة الحالة 
تحديد الهدف الرئيسي من دراسة الحالة 
تحديد جملة المعايير الأساسية التي سيتم استخدامها في دراسة الحالة 
تحديد الأسئلة التي تستهدف إجابتها في دراسة الحالة 
تحديد ما هيه مساهمة دراسة الحالة في كل عمليات البحث 
اختبار الأدوات 
ضرورة توخي الحظر عند تسجيل بيانات الحالة خاصة عندما تتعلق ببيانات فرد أو أفراد
أدوت البحث

أ الملاحظة
أنواع الملاحظة
1- الملاحظة بالمشاركة وتكمن في وجود القائم بالملاحظة مع الأشخاص المطلوب ملاحظتهم والعيش معهم لمدة طويلة 
2- الملاحظة المنظمة ويستفاد منها في دراسة جونب معينة بالذات من الموقف الاجتماعي ، وغالباً ما يستعين الباحث باستمارة ملاحظة تحتوي علي أسئلة مفتوحة مما يعني أن الباحث لا يتمتع بحرية اختيار محتوي ملاحظته  
3- الملاحظة التجريبية : هناك صعوبتان تعترضان تنفيذ الملاحظتين السابقتين : أولاهما أن الموقف الاجتماعي أو الظاهرة الاجتماعية محل الملاحظة لا يمكن التحكم فيها . والأخرى أن الظاهرة موضوع الملاحظة ليست من البساطة بمكان بحيث يمكن الإحاطة بكل جوانبها بسهولة بل عادة ما تكون معقدة 
ب المقابلة 
من خلال المقابلة يمكن ان يصل الباحث إلي تفاعل اجتماعي بين الأطراف المشتركة في المقابلة يفيده في الخروج بمحصلة معقولة وجيدة من البيانات والمعلومات حول الظاهرة محل البحث 
أنواع المقابلة 
أولاً : من حيث عدد القائمين به :
مقابلة فردية يقوم بها شخص واحد
مقابلة ثنائية يقوم بها شخصان معاً 
مقابلة جماعية يقوم بها أكثر من شخصين 
ثانياً : من حيث عدد المبحوثين :
مقابلة فردية حيث المبحوث شخص واحد 
مقابلة جماعية يكون فيها عدد المبحوثين شخصين فأكثر
ثالثاً : من حيث المضمون :
مقابلة استفهامية تركز فقط علي الأسئلة أو ما يشابه الأسئلة 
مقابلة استفهامية تفسيرية .
مقابلة استفهامية مع الملاحظة
 مقابلة استفهامية تأثيرية .
رابعاً : من حيث مستويات التقنين :
مقابلة مقننة / مقابلة شبة مقننة / مقابلة غير مقننة 
خامساً : من حيث طبيعة المتغيرات التي يدرسها الباحث
الميدان الإكلينيكي / ميدان التعاملات الاجتماعية السوية 
سادساً : من حيث توقيت استخدامها في خطة البحث
مقابلة تمهيدية / المقابلة كأداة رئيسة في البحث  /المقابلة كأداة للتعميق في نهاية البحث 
سابعاً : من حيث أعمار المبحوثين :
مقابلة الراشدين / مقابلة الأطفال 
ج الاستبيان 
الاستبيان هو أداة هامة ووسيلة فاعلة في عملية جمع البيانات من خلال طرح مجموعة من الأسئلة لتقوم الفئة المستهدفة بالإجابة عنها . وليتم نجاح الاستبيان أن يتأكد من سلامة لغة الاستبيان والعبارات المستخدمة فيه ووضوح الأهداف أن تكون الأسئلة سهلة وغير غامضة
يكون مرتباً ومنظما وأنه قادر علي الخروج ببيانات ومعلومات ستفيد في تحقيق هدف الدراسة  
عيوب الاستبيان
1- الاعتماد علي القدرة اللفظية 
2- ضرورة أن يجري مع طبقة مثقفة أو علي الأقل فئة ملمة بالقراءة والكتابة 
3- ضرورة وجود عناية فائقة في صياغة أسئلة الاستبيان
4- عدم صلاحية الاستبيان إلي في حال إيجاد عدد كبير من الأسئلة 
5- عدم تعبير الإجابات عن رأي المبحوث واتجاهاته الخاصة
6- إمكانية إطلاع المستجوب علي الأسئلة قبل الإجابة عنها 
7- احتمالية صدق التقريرات اللفظية من المبحوث أو عدم صدقها  
8- قلة العائد من الاستبيان أحياناً وعدم تحقيقه للهدف المطلوب 
د المقاييس الاجتماعية 
بالمقياس يمكن أن يتم تحديد الخصائص التي تندرج تحت الظاهرة الاجتماعية المراد دراستها وتصنيفها ، بهدف تعرف مختلف جوانبها وتبين المتغيرات المتعلقة بها ، وذلك وصولاً للأهداف المرجوة .
شروط القياس 
1- أن يكون المتصل متجانساً وذلك من خلال تركيزه علي شيئ واحد في وقت واحد 
2- أن يتم تقسيم المتصل إلي مسافات متساوية بقدر الإمكان 
3- التأكد من أن كل نقطة وكل موضع علي القياس توجد في مكانها الصحيح بالنسبة للنقط الأخري
4- وجوب أن تمثل البنود المنتقاة المتصل تمثيلاً دقيقاً 
5- وجود إطار تصورى واضح يحدد مفاهيم القضايا 
الصدق والثبات
صدق المقياس 
الصدق في جوهره معيار يعكس الصورة الصادقة للظاهرة ويبرهن علي مقدرة المقياس في نتيجة فاعلة لا تتغير بتغيير من يجري المقياس ولا تتأثر عند تكراره 
هناك عدة طرق يمكن الاستفادة منها في التحقق من الصدق تتمثل في الطرق الوصفية 
والطرق الإحصائية تتمثل تلك الطرق في طريقة المحك الخارجي وهي محاولة الربط بين مقياس الباحث وشئ آخر خارج المقياس وطريقة الصدق المعاملي 
طريقة الصدق الأمبريقي والتي تتم من خلالها تطبيق المقياس علي جماعتين أو مجتمعين يكون بينهما وجهات اختلاف وتشابه . فهي طريقة الصدق الذاتي والذي يوصف بأنه الصدق الخاص بالدرجات التجريبية للمقياس بالنسبة للدرجات الحقيقية التي خلصت من شوائب أخطاء القياس  
ثبات القياس 
يعني بقاء نتيجته وإن تكررت عمليات القياس أو من يطبقه أو الشريحة المطبق عليها القياس وهذا يعني أن القياس يأتي باستمرار بقيم ثابتة لا تتغير . ومن بين الطرق التي يتم التحقق بها من ثبات المقياس ما يلي :
1- طريقة إعادة الاختبار
من خلال تطبقة علي مجموعة من الافراد ثم إعادة الاختبار عليهم مرة أخري بعد مرور مدة زمنية محددة لا تقل عن اسبوعين ولا تزيد عن شهرين ، ومن ثم حساب معامل الارتباط بين نتائجهم في المرة الأولي والمرة الثانية . فالمقياس يكون ثابتا عندما تكون نتائج المجموعة في المرة الثانية قريبة من نتائجهم في المرة الاولي
عيوب طريقة إعادة الاختبار 
أ احتمالية تغير موقف المبحوث لاعتياده علي الأسئلة التي يتم تكرارها له 
ب- احتمالية تغيير الصفة بسبب تطبيق المقياس نفسه
2- طريقة التجزئة النصفية 
هي الطريقة التي تعتمد علي تقسيم المقياس الواحد قسمين متكافئين من الفقرات مما يعطي كل سؤال الاحتمال بان يكون في النصف الاول أو الثاني ، ومن ثم حساب معامل الارتباط بينهما فكلما زادت درجة الارتباط زادت درجة الثبات
3- الارتباط بين الأجزاء 
يتم حساب درجة ثبات المقياس من خلال إيجاد درجة الارتباط بين كل محور والمحور الآخر من محاور المقياس ومن ثم إيجاد المتوسط الحسابي لهذه الارتباطات
الصعوبات التي تواجه البحث في الخدمة الاجتماعية 
هناك بعض المشكلات والصعاب التي تواجه البحث الاجتماعي في الخدمة الاجتماعية ، ومنها افتقاره لبعض العناصر الهامة والتي تعتبر ركائز أساسية للرقي بمستوي البحوث الاجتماعية  ، يعيبها أنها تبادر عندما تكون الخدمة قد تمت وكحل لتلك المشكلة أن تكون مبادرة الخدمة الاجتماعية من خلال قيام الأخصائيين الاجتماعيين بإجراء الملاحظات وتدوين الوقائع والأحداث في الوقت الذي تحدث فيه ، حتي تكون هناك مواكبه تامة بما يمكن من خروج البحوث بالشئ المفيد والذي يسهم في حل المشكلة القائمة ، وفي وقتها الراهن ويحسب معطياتها الحالية
تحتاج الخدمة الاجتماعية إلي قدر كبير من المعلومات التي يمكن توفيرها من خلال إصدار سلسلة متصلة من البحوث والدراسات



الفصل السادس  :الإدارة في الخدمة الاجتماعية 
مفهوم الإدارة
الإدارة عملية وأسلوب يتم إتباعهما من أجل تحقيق برنامج معين عن طريق جهاز إداري يتسم بالتنظيم  العلمي ،حيث الرغبة في توفير نوع من التوافق والتعاون عبر تنسيق الجهود وصولاً لبلوغ الأهداف المرغوبة . 
مفهوم الإدارة الاجتماعية :
عرف هارلي تريكر الإدارة في الخدمة الاجتماعية بأنها طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية التي يمارسها الأخصائيون الاجتماعيون من أجل تمكين أعضاء المنظمة من القيام بمسؤولياتهم وفقاً لمتطلبات وظائفهم من خلال استغلال الموارد المتاحة بصورة مثلي لتقديم خدمات اجتماعية مميزة للمجتمع.   
تتسم الإدارة في الخدمة الاجتماعية بمجموعة من السمات من بينها : 
المرونة /الارتباط بالواقع /تحديد أهداف المنظمة /حركة التفاعل /دعم الكفاءة وزيادة الفاعلية 
الاهتمام بالتفاعلات الرسمية وغير الرسمية / إدارة المشاريع التنموية 
الركائز الأساسية في إدارة المؤسسات الاجتماعية:
1- التقيد بالمبادئ الأخلاقية للخدمة الاجتماعية 
من واجب الإداريين الذين يعملون بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة الالتزام بقيم وأخلاقيات مهنة الخدمة الاجتماعية في التعامل مع مختلف النشاطات الإدارية وعملياتها وأن تكون تلك القيم والموجهات الأخلاقية أساساً لهم في التعامل مع الأفراد والجماعات والتفاعل معهم . 
من بين القيم المهنية للخدمة الاجتماعية احترام كرامة الانسان وتوفير العدالة الاجتماعية 
دراسة حاجات العملاء والمجتمع 
أن معرفة المؤسسة الاجتماعية أو المنظمة لطبيعة الحاجات الأساسية لعملاء المنظمة يعتبر ضرورة هامة في السعي لإشباعها هذا إلي جانب التأثير في الظروف والأوضاع التي أوجدت تلك الاحتياجات وإجراء دراسات علمية تتناول المجتمع المحلي المحيط بالمنظمة من حيث تعرف احتياجاته والسعي إلي تحقيق الأهداف المشتركة التي يصبو أبناء المجتمع المحلي إلي تحقيقها 
3- التقيد بأهداف المنظمة 
علي العاملين بالمنظمة احترام الاهداف والتعامل معها عن قناعة راسخة 
لابد من تبني عنصر المشاركة والتفاعل في تنفيذ أهداف المنظمة المعلنة والواضحة للعاملين بها عبر توجيه كل الطاقات البشرية والإمكانات واستثمار الموارد المتاحة
4- مراعاة ثقافة المجتمع 
علي المنظمة أن تتفهم ثقافة المجتمع الذي تتعامل معه , لأن ذلك يساعدها في تطبيق خططها الإدارية بالمجتمع وفق تلك الثقافة مع توقع تغيرها في أي مرحلة من المراحل الزمنية 
لابد أن تكون برامج ونشاطات المنظمة علي ضوء تلك العوامل الثقافية السائدة بالمجتمع مع العمل علي دعم وتطوير ما يحدث من تغير بتلك الثقافات 
5- بناء علاقات محكمة داخل المنظمة 
من الضروري للعاملين بداخل المنظمة أن تسود بينهم علاقات إيجابية فاعلة ومتميزة بحيث يكون بناؤها قائما علي مبادئ التعاون والتفاعل والاحترام المتبادل
فالتعاون المتبادل في المؤسسة بين الإدارة والمرؤوسين يساعد علي الاستخدام الامثل للقوي البشرية والطاقات والخبرات العاملة في المؤسسة الاجتماعية.  
6- تدعيم وحدة المنظمة 
ينظر هذا المبدأ إلي المنظمة من منطلق وحدة المصير والهدف علي اعتبار أن المنظمة تشكل نسيجاً واحداً وكلاً جامعاً يتكون من أجزاء تربط بعضها مع بعض وينمي في العاملين بها الشعور بمعاني وقيم الوحدة والتضامن والتعاون في تحقيق الأهداف المشتركة.
وهذا الجانب يمكن من تقديم خدمات اجتماعية متكاملة ويشبع احتياجات محددة بالمجتمع ويحقق التوازن والاستقرار بداخل المنظمة 

7- المسؤولية المهنية 
وهي مسؤولية الأخصائي الاجتماعي في طرح خدمات اجتماعية تتميز بالجودة العالية والمهنية 
الأخصائي الإداري تقع عليه مسؤولية مباشرة تجاه حماية حقوق العاملين الذين يعملون تحت إدارته 
علي الأخصائي تزويد الممارسين بالأدوات اللازمة التي تعينهم في أداء أعمالهم 
إيجاد كل المتطلبات الإدارية وتطويرها بما يحقق الفاعلية في الأداء والكفاءة في الخدمات المقدمة 
8- مبدأ التغيير 
أن التغيير يمثل ضرورة حتمية وحاجة ملحة تمكن من إبراز خدمات جديدة بصورة مستمرة في المنظمة والمجتمع
أن التغيير يساهم كثيرا في نمو وتطور الخدمات في المنظمة 
التغيير هدفا في حد ذاته من ضمن أهداف المنظمة .
تكمن أهمية في كونه عنصراً يشجع علي الفاعلية والحيوية في داخل المنظمة أو المؤسسة .
9- مبدأ النمو 
دور الأخصائي الاجتماعي في المنظمة الاجتماعية يتلخص في العمل علي توفير مختلف الفرص والأدوار الكفيلة بتنمية قدرات وإمكانات الأفراد والجماعات وتطوير مهاراتهم واستغلالها فيما يمكنهم من النمو والتطوير والتفاعل بعضهم مع بعض ومع مؤسساتهم 
علي الأخصائي الاجتماعي أن يستغل رغبة العاملين بالمؤسسة في التغيير فيزيد منها بالدرجة التي يمكن أن تؤثر إيجابيا علي الفرد وتنمي طاقاته
10- مبدأ المشاركة 
أن تضافر الجهود وتفاعل الجميع من شخصيات إدارية وعاملين أمر حيوي في عملية البناء والتطوير داخل المؤسسة وصولا إلي الهدف المنشود 
11- مبدأ التنسيق 
يعني به التنسيق بين الأهداف الجزئية والهدف العام من ناحية وبين الأقسام التي تتكون منها المنظمة من ناحية أخري وبين الموارد والإمكانات المتوافرة وطرق وأساليب استغلالها وصولا للأداء المتكامل 
12- مبدأ القيادة 
القيادة إحدى وسائل التوجيه والاتصال والدافعية وللأخصائي الاجتماعي دور كبير ومسؤولية هامة في قيادة المنظمة من واقع ما هو مطلوب منه من إسهامات تصب في تحقيق الأهداف التي تقوم عليها المنظمه 
عمليات الإدارة الاجتماعية 
التخطيط الإداري
يمكن اعتبار التخطيط الخطوة الأولي في العملية الإدارية 
من خلال التخطيط الإداري يتم تحديد الأهداف ووضع السياسات والبرامج والإجراءات والأسس الخاصة بتسيير الأعمال في المستقبل وفق إطار زمني محدد ترسم فيه التوقعات للمستقبل
للتخطيط الإداري أهمية خاصة من كونة النهج العلمي الذي تنتهجه الإدارة لحل مشكلاتها وتذليل العقبات التي يمكن أن تعوق سير الأعمال في المؤسسة
التنظيم الإداري 
التنظيم الإداري يشمل العمليات التي تقوم بتنسيق الجهود البشرية بالمؤسسة الاجتماعية المعنية وذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوة ومن ثم الوصول إلي أكبر معدل من الكفاءة في أداء الأنشطة والتفوق في الانتاج 
وبالتنظيم تحدد الإجراءات وتصاغ القرارات الإدارية علي ضوئها حيث ينصب العمل علي تنمية العاملين وتوزيع الأدوار والمهام العملية فيما بينهم وبحسب التخصص
التوظيف 
هو عملية إمداد المنظمة الاجتماعية بالعناصر البشرية المدربة والخبيرة والمؤهلة لإدارة العمل بها وأيضا تدريب القوي العاملة 
ومن المهم أن تتم عملية اختيار العناصر البشرية للمؤسسة وفق تخطيط وتنظيم وإشراف يمكن من انتاج أفراد فاعلين . مع العمل علي المحافظة عليهم بغرض تحقيق أهداف المؤسسة


التوجيه والقيادة 
يشملان كل التعليمات والتوجيهات التي يصدرها المدير التنفيذي بالمؤسسة الاجتماعية يخطر فيها الموظفين بطبيعة الأعمال التي تقع علي عاتقهم وأزمان أدائها باعتبارهم أدوات لتنفيذ الخطة المرسومة .
التنسيق
هو ربط أعمال الموظفين بعضهم مع بعض وإيجاد نوع من التعاون والتكامل في أداء أعمالهم منعاً لأي تضارب أو تكرار أو تداخل بحيث تسير الاعمال في تناسق تام وتؤدي إلي تحقيق الهدف المنشود 
التقرير والتبليغ
يعني نقل وإبلاغ كل المعلومات والبيانات والتوجيهات والأوامر المتعلقة بالعمل إلي الجهات المنفذة وكل من له علاقة بتنفيذ العمل ويشمل ذلك إعداد السجلات والتقارير الدورية ومحاضر الجلسات والبحث والتفتيش وإصدار النشرات وكتيبات العمل والعلاقات العامة 
التمويل والميزانية 
يختص بتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ كل العمليات المخطط لها من قبل المنظمة من حيث وضع الميزانية لها وإجراء عمليات المحاسبة والمراجعة والاتفاق علي مصادر التمويل 
تأمين الاحتياجات المالية للمؤسسات الاجتماعية يمكن أن يتخذ عدة أشكال 
دعم رسمي حكومي 
تمويل ذاتي من خلال التبرعات 
وظائف الأخصائي الاجتماعي  كإداري  
إعداد الأهداف والخطط / تفعيل عنصر التعاون 
تطوير موارد المؤسسة / الإشراف والتقويم 
1- تفعيل عنصر التعاون 
إيمان الأخصائي بمبدأ التعاون في المؤسسة الواحدة من واقع أنة آلية يمكن توظيفها لأجل تحقيق الأهداف العامة المتفق عليها 
الأخصائي الاجتماعي يريد أن يحقق المشاركة التامة والفاعلة في المنظمة
يتعامل مع المؤسسة علي اعتبار أنها وحدة تعاونية ينصهر فيها العاملون ويتبادلون الخبرات ويعملون علي حل المشكلات التي تواجههم في العمل 
2- إعداد الأهداف والخطط 
يشارك الأخصائي في صياغة أهداف المؤسسة الاجتماعية 
يمكن أن تفيد مشاركة الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة عبر تنفيذه لما يلي :
إجراء دراسات اجتماعية مفصلة عن الوضع داخل المؤسسة 
تقديم خدمات النصح والإرشاد للإدارة والتي تفيد في مواجهة المشكلات 
الإسهام في الخطط التطويرية في المؤسسة 
المساهمة في إجراء الدراسات العلمية والأبحاث الاجتماعية التي تهدف إلي تطوير المؤسسة
المساهمة في تفعيل مهام التنسيق في جميع الأقسام في المؤسسة 
اقتراح الأهداف والبرامج والخطط التي يمكن أن تكفل حسن الأداء في مجال الخدمات الاجتماعية للمؤسسة 
تطوير موارد المؤسسة 
يقصد بها الموارد البشرية والمادية والتنظيمية التي يراها الأخصائي الاجتماعي هامة وضرورية من أجل تطوير سير أعمال المنظمة 
الأخصائي الاجتماعي يتعاون مع إدارة المؤسسة في رفع الكفاية الإنتاجية ومثلما الاهتمام بالعنصر البشري في تفعيل الأداء والخروج بنتائج متميزة فالعنصر المادي أيضا هام في تحقيق الأهداف وتطوير آليات العمل في المؤسسة .
الإشراف والتقويم 
إن الإشراف الإداري يمكن الأخصائي الاجتماعي من إنجاز مختلف اهداف المنظمة وإبراز عنصر الكفاءة في التعامل مع الموارد المتاحة.
مهارات الأخصائي الاجتماعي كإداري 
من الضروري للأخصائي الاجتماعي وهو يعمل بالمنظمة أو المؤسسة أن يجيد المهارات اللازمة لإنجاز مهامه الإدارية بالمنظمة وممارسة دورة المهني الذي يقود إلي إحداث التغير الاجتماعي في محيط الأفراد والجماعات والمجتمعات 
إن التدريب الإداري يفيد الأخصائي الاجتماعي كثيراً في اكتساب تلك المهارات المرتبطة ببرامج العمل الإداري والسلوك الإنساني وكيفية التعامل مع العاملين بالمنظمة 
من المهارات التي يجب أن يجيدها الأخصائي الاجتماعي كإداري 
مهارات التعامل مع الحالات المختلفة 
التي تمكنه من التفاعل مع الآخرين بدرجة كبيرة ، وإبداء مستوي عال   من التعاون مع العاملين بالمنظمة ومشاركتهم في صنع القرارات
مهارات التعامل مع الطرق الفنية المتعددة التي تتطلبها طبيعة العمل الإداري 
الإلمام بكل الأساليب والقوانين والقواعد الخاصة بالتنظيم الإداري  والموارد اللازمة له والتي تمكنه من إنجاز مهامه بالصورة المطلوبة التي تتسم بالمرونة في التعامل مع مختلف المواقف والمشكلات داخل المؤسسة    
المهارات العقلية
التي تمكن الأخصائي الاجتماعي من وضع تصور شامل ومتكامل وخطط مدروسة مبنية علي المعرفة والعلم بكل القضايا التي تتعلق بالمنظمة والعاملين فيها
من خلال تلك المهارات يتمكن الأخصائي الاجتماعي من التعامل مع مشكلات المنظمة ومعالجتها وفق رؤية فنية متكاملة 
التقويم في الإدارة 
التقويم عملية موضوعية تهدف إلي تعرف مدى ملاءمة وفاعلية البرنامج أو المشروع المحدد في تحقيق الأهداف المرجوة من إطلاقه بما يمكن من تطوير وتعديل أداء الأنشطة المختلفة للبرنامج أو المشروع
مزايا التقويم في الإدارة  
تعرف مدي تحقق أهداف إدارة المؤسسة 
الارتقاء بمستويات الأداء والإنجاز داخل المؤسسة 
الكشف عن مواطن الضعف والقوة في الجانب الإداري في المؤسسة 
رصد الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات ومعالجتها 
إصدار القوانين والخطط ذات العلاقة بمستوي الأداء الإداري وفق خطط عمل منهجية 
مراجعة الخطط  الإشرافية الإدارية في المؤسسة الاجتماعية والعمل علي تطويرها 
بث روح العمل الجماعي بين الإدارة والعاملين بالمؤسسة 
مساعدة المؤسسة علي المحافظة علي الترابط بين العاملين والإدارة 
العمل علي تطوير وتحسين عملية التقويم نفسها ووضع أسس محددة يقوم عليها تقويم المؤسسة الشامل في المستقبل 


الفصل السابع 
الممارسه العامه 
تعريفات الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية :
1- تعرف بأنها طريقة خاصة تفيد في التعامل والتفكير في ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية . فهي عدسة يتمكن من خلالها الفرد من معرفة الوظيفة الاجتماعية ، كما أنها توفر له موجهات عريضة يمكن ان تفيده في الكشف عن أهم الطرق والاعتبارات والأساليب التي يتطلبها موقف الممارسة .
2- وتعرف أيضاً بأنها نمط هام وفاعل من الممارسة مبني على المهارة والمعارف العلمية والأساليب المتعددة ، وذلك بما يفيد الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع الحالات والمشكلات الاجتماعية المختلفة ، ومن غير أن يركز على طريقة بعينها في الممارسة طالما يمكن أن يتم الإشباع لاحتياجات العملاء وتلبية متطلباتهم وإيجاد حلول فاعلة وناجعة لمشكلاتهم الاجتماعية ، فردية كانت أو جماعية أو مجتمعية .
التطور التاريخي للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :
هناك العديد من العوامل التاريخية التي كانت وراء ظهور نموذج الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية ومن أهم تلك العوامل :
1- ساد في عقد الستينات من القرن العشرين من حقائق نادت بظهور مشكلات وأنواع جديدة من العملاء كشفت عن عجز واضح في طرق الخدمة الاجتماعية التقليدية ، وهي خدمة الفرد وخدمة الجماعة وتنظيم المجتمع في مواجهة المشكلات والعمل على تحسين وتطوير أحوال العملاء ، كما رأت أن   بين تلك الطرق الثلاث ربما يكون أكثر استجابة وفاعلية  في التعامل مع المشكلات المعقدة التي يواجهها مختلف العملاء .
2- ظهور العديد من الاتجاهات التي أبدت الاهتمام الكبير بالتعامل مع الأسرة على اعتبار أنها تمثل وحدة أساسية هامة ، وقد عكست تلك الاتجاهات طبيعة العلاقات الوثيقة بين الفرد وأسرته الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من الدراسات والبحوث التي تناولت جدوى الخدمة الاجتماعية التقليدية بحيث تمخض عنها صياغة نموذج خدمة الفرد الجماعية الذي شكل اللبنة الأولى في تطوير ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية .
3- ظهور عدد من النظريات العلمية في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن العشرين ، ومن بينها نظريات التعديل السلوكي ، والعلاج الواقعي ، والعلاج المعرفي والإدراكي ، وغيرها من النظريات التي قللت من سيطرة نظرية التحليل النفسي على ممارسة الخدمة الاجتماعية . 
4- عدم وجود اتفاق بين الأخصائيين الاجتماعيين حول فاعلية النظريات العلمية التي تعتمد عليها الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية .
5- إفادة كل من ” وايتاكر ” و“ ستيفن ” و“ لاويني“ بأن الأخصائيين الاجتماعيين يتحركون بثبات نحو نموذج جديد للممارسة وأسلوب جديد من التفكيرالعلمي ، كما حددا نموذج التفكير الحديث بالنموذج البيئي الذي يتضمن شكلين رئيسين في ممارسة المهنة أولهما تحسين المساعدات البيئية ، وثانيهما تحسين الكفاءة الشخصية من خلال تعليم العملاء مهارات الحياة المتنوعة ، ويرتبط هذا النمط من التفكيربالممارسة العامة للمهنة والتي تتضمن استخدام التدخل المهني بغرض تغيير البيئة .
6- ما تمثله الممارسة العامة للخدمة العامة من اتجاه تطويري كانت قد برزت أركانه في نهاية القرن العشرين ، حيث شمل الاهتمام بالنسق وحاجاته وأساليب تفكيره وأنساق بيئته ، علاوة على أنه يتيح للأخصائي الاجتماعي استخدام كل مايتوفر لديه من أدوات ونظريات وأساليب عمل في ضوء حاجات ومشكلات عملائه ، بمختلف المستويات
أهمية التحديث في الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية:
يمكن اعتبار الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية من بين الاتجاهات المستحدثة في مهنة الخدمة الاجتماعية بحيث تهدف إلى تزويد الأخصائيين الاجتماعيين أو الممارسين للمهنة بمجموعة من المهارات والمعارف والقيم التي يمكن أن تفيدهم في التعامل مع المشكلات الاجتماعية المعاصرة والظواهر الاجتماعية التي تحدث وتستجد في المجتمعات . ويتعامل ذلك الاتجاه من خلال منظور شمولي وعام يتضمن كل أنساق العملاء أفراداً أو جماعات أو مجتمعات محلية 
كما أن استحداث أطر وأساليب جديدة في الممارسة قد قرر مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية أسلوب الممارسة العامة لمهنة الخدمة الاجتماعية على اعتبار أنه أحد الأساليب الحديثة في ممارسة المهنة .
الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية يمكن أن يمنح الأخصائي الاجتماعي إطاراً وبعداً جديدين يتعامل بواسطتهما مع موقف الممارسة بوجه عام ، ويكون قادراً على توظيف واستخدام مختلف النظريات التي تهتم بالتفاعل بين الأنساق المختلفة ، واختيار الأسلوب الملائم لخدمة عملائه أفرادا ً أو جماعات أو مجتمعات
محلية وبالتالي القدرة على تحقيق التغيير المطلوب وإشباع الاحتياجات وتمكين العملاء من مواجهة مشكلاتهم ، استنادا إلى أسس من المعرفة والمهارة والقيم التي تعكس الطبيعة المتفردة للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية .
ومن الأهمية للأخصائي الاجتماعي أو كما يطلق عليه الممارس العام ، أن لايرتبط بإطار نظري محدد أو بطريقة معينة من طرق الخدمة الاجتماعية الرئيسة الثلاث ،
إذ لابد من التعامل مع مشكلات العملاء بشمولية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها بصورة تتسم بالعمومية والتناول بحيث تتعامل تلك الصورة مع مختلف الأنساق التي تدخل من ضمن المشكلة قيد التناول . ومثل هذا الاتجاه يؤكد على قدرة الأخصائي الاجتماعي على التعامل مع مختلف الأنساق من الأفراد والجماعات من خلال أسلوب ومنظور فعال تتسع معه فرص اختيار أنسب الاستراتيجيات والطرق المساعدة في عملية التدخل المهني .
خصائص الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :-
1- إن الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية هي اتجاه تطبيقي في الممارسة يحدد من خلاله الأخصائي الاجتماعي الخطوات الخاصة بالتدخل المهني ، وفقاً لطبيعة الموقف الإشكالي ، مع إيجاد فرصة لاختيار أفضل الأساليب المهنية التي تتلائم مع مشكلات أنساق التعامل . 
2- إن الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية تركز على بعض العناصر أو الأنساق من أجل تحقيق الأهداف
3- يركز اتجاه الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية على حل المشكلات التي تواجه أنساق التعامل وقدرة الممارس على التدخل المهني مع النسق سواء كان فرداً أو أسرة أو جماعة ً أو منظمة ً أو مجتمعاً محلياً .
4- لا يركز اتجاه الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية على تفضيل الممارس العام استخدام طريقة بعينها من طرق الخدمة الاجتماعية الرئيسة كأساس للتدخل مع الموقف الإشكالي ، بل هو أسلوب عام لوصف الأحداث والمشكلات وتفسيرها على أي مستوى أو مع أي نسق من أنساق التعامل .  
5- يعتمد اتجاه الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية على مفاهيم النظرية العامة للأنساق ونظرية الأنساق البيئية كأساس لتقدير وتفسير المواقف التي يتعامل معها الممارس العام كموجهات لتدخله المهني . 
6 - تتطلب الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية إطاراً عقلياً ومنطقياً يحاول الأخصائيون الاجتماعيون من خلاله استخدام ممارستهم المهنية ، وذلك في داخل إطار القيم والأغراض المهنية .
7- تتمثل فاعلية الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في قيامها على أساس التفاعل الذي يتخذ أشكالاً عدة ، منها التفاعل بين الأخصائي الاجتماعي كممارس عام ، والنسق الأولي للتعامل ، والتفاعل بين النسق الأولي للتعامل والأنساق الأخرى التي يتفاعل معها البيئة . 
أهداف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :-
1- منح العملاء فرصة كبيرة للاستفادة من مقدراتهم ومؤهلاتهم وكفاءاتهم بما يعينهم في مواجهة المشكلات التي تواجههم 
2- مساعدة العملاء في الحصول على ما هو متاح من موارد .
3- تعزيز استفادة العملاء من المؤسسات وزيادة تجاوب تلك المؤسسات معهم ، من خلال قيام الممارس العام بفحص السياسات والإجراءات الخاصة بتلك المؤسسات للتأكد من تقديمها لخدمات تراعي كرامة العملاء. 
4- تسهيل التفاعل بين الفرد والآخرين في بيئاتهم الاجتماعية . 
5- التأثير في التفاعلات بين المؤسسات المجتمعية من خلال قيام الممارسين بأنشطة تنسيقية وسيطة من أجل حل الصراعات بين المؤسسات .
6- التأثير في السياسات الاجتماعية وتسهيل الوعي المتبادل بأي تغييرات يمكن أن تؤثر في العلاقات المستمرة بين المؤسسات .
الركائز الأساسية للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :
1- العلوم و المعارف الخاصة بالخدمة الاجتماعية :
تفيد معارف الخدمة الاجتماعية في إعداد وتأهيل الأخصائيين الاجتماعيين ، على اعتبار أنها تشكل بوتقة جامعة تضم بداخلها علوم النفس والاجتماع والاقتصاد وغيرها،الأمر الذي يؤكد أن مهنة الخدمة الاجتماعية تستمد حقائقها العلمية من تخصصات أخرى ترى أنها معينة لها في مهامها الإنسانية وفي تعاملها مع الحالات الاجتماعية ، المختلفة أفراداً أو جماعات أو مجتمعات .
يتوافر الأساس المعرفي للأخصائي الاجتماعي يمكن أن تزداد مقدرته على انتقاء ، بصورة متكاملة ، المعارف والعلوم التي تتلائم مع الحالة أو الموقف الإشكالي الذي يتعامل معه خاصة في ظل توافرها لديه ،فتلك المعارف تمنحه ذخيرةً توجيهية ومعلوماتية وعليه أن يستفيد منها بما يوصله إلى قدر كاف من الطرح الخاص بالمشكلة ، وأن يكون قادراً على تنظيم تلك المعارف وتطبيقها في المواقف التي يواجهها العميل ، فرداً كان أوجماعة أو منظمة أومجتمعاً محلياً .
2- قيم مهنة الخدمة الاجتماعية :
من خلال قيم المهنة توجد الخدمة الاجتماعية لنفسها قواعد تنظم سلوك الممارسين العموميين الذين يقدمون المساعدة للعملاء يوجدون إطاراً أخلاقياً جامعاً يشكل مرجعية هامة يقدمون المساعدة للعملاء يوجدون إطاراً أخلاقياً جامعاً يشكل مرجعية هامة في حدود قيم وقوانين وأنظمة المجتمع . 
وتُعتبر قيم مهنة الخدمة الاجتماعية محددات أخلاقية تمثل في جوهرها اعترافا واضحاً وصريحاً من جانب الأخصائي الاجتماعي بأهمية الإنسان الفرد والذي يقدم إليه أوجه المساعدة ، ويسعى إلى إحداث تغيير إيجابي وفاعل في حياته 
3- مهارات الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية :
من أهم أن ترتبط مهارات الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية بأساليب وطرق علمية محددة تفيد في تعرف المواقف الإشكالية المتعددة والتعامل معها وإيجاد الحلول بشأنها .
قام الباحثون بتقسيم مهارات الخدمة الاجتماعية إلى نوعين أساسيين هما :-
أ- المهارات الأساسية  / ب- المهارات المتقدمة
أولاً : المهارات الأساسية :
1- المقابلة :- 
تشكل المقابلة نمطاً خاصاً يتم بين شخصين . 
عناصر هامة في عملية المقابلة :
1- الأهداف المحددة التي تعتبر مؤشراً لمهارة الأخصائي الاجتماعي في الوصول إلى الأهداف المرجوة .
2- المواجهة المباشرة تجاه الأطراف المعنية بالمقابلة ، والتفاعل المشترك وتبادل الثقة والاحترام .
3- توافر طرفي المقابلة وهما الأخصائي الاجتماعي الممارس المهني ، والعميل صاحب المشكلة . 
4- تحديد المكان والزمان .
5- جودة العلاقة المهنية التي تعد ركيزة المقابلة .
6- اتخاذ القرارات والاتفاق على خطة عمل أو علاج محددة .
7- المساعدة .
مراحل المقابلة :-
أ- بداية المقابلة  .  ب- وسط المقابلة .  ج- نهاية المقابلة .
2- مهارة الأسئلة 
من خلال مهارة الأسئلة يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يلم بجملة من الحقائق والمعلومات بشيء من الدقة والوضوح والتفصيل ، وفي التعرف على اتجاهات العميل وأفكاره وطريقة تعامله مع المشكلة وعلى ماتسببه له من متاعب وآلام . 
تصنيف الأسئلة :- 
أ- أسئلة ذات أبعاد إدراكية .  ب- أسئلة ذات أبعاد شعورية وانفعالية . ج- أسئلة تجريبية . 
الأخطاء التي يقع فيها الأخصائيون الاجتماعيون ، خلال المقابلات المهنية مع العملاء ومن بينها :
1- الأسئلة المتدفقة .
2- الأسئلة التي تسبقها عبارة مطولة .
3- الأسئلة الإيحائية .
4- السؤال لماذا .
5- السؤال المركب . 
3- مهارة الصمت :- 
يعد الصمت مهارةً على قدر من الأهمية سواء صدر من الأخصائي الاجتماعي ، أو من العميل . وربما شكل الصمت أثناء المقابلة استعادة للأفكار وترتيبها والتقاط الأنفاس ، من قبل العميل ، قبل الحديث عن النقطة التالية ، كما أن صمت الأخصائي الاجتماعي ربما كان وقفة مؤقتة قبل الانتقال إلى موضوع آخر أو سؤال جديد .
4- مهارة التسجيل :- 
تكمن أهمية التسجيل في ضمان الاحتفاظ بكافة المعلومات التي يريدها الأخصائي الاجتماعي من الحالة المعينة ، ليتمكن من الرجوع إليها متى مادعت الحاجة والاستفادة منها في التعامل مع الموقف الإشكالي . 
أنواع التسجيل :- 
أ- التسجيل القصصي :
المقصود منه تسجيل كل ما يحدث من البداية وإلى النهاية بطريقة قصصية وواقعية .
ب- التسجيل الموضوعي :
يتم فيه تحديد أهم الموضوعات في التسجيل حيث يُراعي التسلسل المنطقي في العرض . مع الوضوح وتوافر كافة البيانات اللازمة وتحديدها بصورة واقعية .
ج- التسجيل الموقفي :
هو من الطرق التي تعتمد على عرض المواقف الأساسية في التعامل مع الحالات المختلفة وتسجيل بعض المواقف ،
سواء تعاون أو صراع أو مواقف حل للمشكلات .
د- التسجيل التلخيصي :
هو أن يتم وضع تلخيص شامل وواف لما أنجزه الأخصائي الاجتماعي في موقف بعينه ، أي تلخيص ماحدث من دون شرح للأدوار التي قام بها العملاء . 
ه- التسجيل الأكاديمي :
يُعنى به وضع نمط أكاديمي كما تم دراسته في المحاضرات ، واستخدام اللغة المهنية والمصطلحات التي تمت دراستها .
و- التسجيل المؤسسي :- 
هنا تقوم كل مؤسسة بتحديد البيانات التي تحتاجها في تحقيق أهدافها ، وترتبط هذه بوظيفة المؤسسة والمجال الذي تعمل به . 
5- مهارة الملاحظة :- 
الملاحظة يمكن أن تمكن من فهم الموقف الذي يتعامل معه الأخصائي الاجتماعي على اعتبار أنها أمر موجه ومقصود للتعرف على ما يصدر من العميل من أقوال أو أفعال أو تصرفات أو سلوكيات . 
ومن خلال الملاحظة يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يتعرف على مواضع الشدة والضعف لدى العميل . 
 معوقات الملاحظة :- 
1- التحيز الثقافي :
الأخصائيون الاجتماعيون ميالون إلى ملاحظة الخصائص الهامة في ثقافتهم حتى وإن كانت خصائص تقل أهميتها لدى العميل ، كما أنهم يفسرون ملاحظاتهم من خلال نسقهم القيمي .وهم معرضون لألوان من التغيرات الثقافية التي تفسد ملاحظتهم، لأن التحيزالعرقي أو التمييز العصري يمكن أن يفسد أية ملاحظة ، أو أن يولد شكاً في المعلومات التي يتم تجميعها
2- الاستنتاجات الخاطئة :- 
يواجه الأخصائيون الاجتماعيون معضلة كيفية النجاح في التوصل ، ومن خلال ملاحظتهم ، إلى الاستنتاجات المناسبة والصحيحة ، وربما يتم تفادي ذلك الأمرمن خلال عدم التوصل إلى استنتاج نهائي اعتماداً فقط على ملاحظة واحدة . 
3- تأثير حضور الأخصائي الاجتماعي :- 
عندما يقوم شخص ما بملاحظة آخر، فإنهما يتفاعلان مع بعضهما البعض ، وبالتالي يؤثر هذا التفاعل على سلوك الشخص الذي تمت ملاحظته والشخص الذي يقوم بالملاحظة . 
ويميل الناس إلى السلوك بشكل مختلف عندما يعلمون أنهم مراقبون ، لأنهم يرغبون في ترك انطباع سار في نفوس ملاحظيهم . 
4- اللغة المستخدمة في وصف الملاحظة :-
يعتمد الأخصائي الاجتماعي على كلام العميل ليتمكن من التعرف على تاريخ المشكلة والحصول على تشخيص دقيق لها وتقدير مستويات التطور وإدراك الخلل الوظيفي . وربما تكون اللغة المستخدمة في وصف الملاحظات عائقاً من عوائق الملاحظة ، وذلك في حال استخدام الأخصائي الاجتماعي لغة أو لهجة تختلف عن اللغة أو اللهجة التي يستخدمها العميل . 
6- مهارة التلخيص :- 
من المهم أن يستجمع الأخصائي الاجتماعي ما يجمعه من حقائق ومعلومات عن مشكلة العميل في شكل خلاصة مختصرة ينتقيها بعناية ، بحيث تشمل الجوانب الأساسية والهامة والرئيسة للمشكلة . ولما بدر من العميل من آراء وسلوكيات وانفعالات أثناء المقابلة والتسجيل . 
قسم بعضهم التلخيص إلى ثلاثة أقسام : 
القسم الأول :- أطلق عليه اسم التلخيص المرحلي ، الذي يستخدمه الأخصائي الاجتماعي عندما يستعد للانتقال من جانب في المقابلة إلى جانب آخر . 
القسم الثاني :- هو التلخيص الاستهلالي الذي يستخدمه الأخصائي عند بداية المقابلات التي تلي المقابلة الأولى .
القسم الثالث :- فهو التلخيص الإنهائي الذي يتم عند نهاية كل مقابلة .
7- مهارة الاتصال :- 
يعتبر الاتصال عملية هامة وجوهرية من خلال فائدتها في تبادل الآراء والأفكار والمعلومات ، فيقترب المتواصلون أكثر مع بعضهم وتتجلى بوضوح عملية الفهم الموثوق لبعضهم البعض ويكونوا أقدر إلى إيجاد الحلول للمشكلات الكائنة .
عناصر عملية الاتصال :- 
1- المرسل : هو الشخص ( أو الأشخاص ) الذي يريد أن يؤثرفي الآخرين بشكل معين ليشاركوه في أفكار واتجاهات أو معلومات أو خبرات معينة ، وهو يبدأ بصياغة أفكاره في رموز تعبر عن المعنى . 
2- المستقبل : هو الشخص ( أو الأشخاص ) الذي يقوم باستقبال محاولات التأثير الصادرة عن المرسل ، وأحيانا ً يكون المرسل والمستقبل شخصا ً واحداً مثلما هو الحال في الاتصال الذاتي .
3- الرسالة : هي مجموعة الأفكار ، أو المفاهيم ، أو المهارات ، أو الحقائق ، أو المبادئ ، أوالقيم ، أو الاتجاهات التي يرغب المرسل في توجيهها إلى المستقبل . 
4- وسيلة الاتصال : هي التي يتم استخدامها في نقل الرسالة كاللغة ، او الأشكال ، أو الرموز وقد تكون لفظية أو غير لفظية .
5- التغذية المرتدة : المقصود بها الإجابة التي يجيب بها المستقبل عن الرسالة التي يتلقاها من المرسل ، وقد تأخد نفس الشكل الذي تأخذه نفس الشكل الذي تأخذه الرسالة ، وربما اتخذت شكلاً مختلفاً . 
لكي تنجح عملية الاتصال من قبل الأخصائي الاجتماعي ، لابد لها من توافرالعديد من الشروط الهامة ومن بينها :-
1- توافر بعض المهارات الاتصالية ، كمهارات التحدث ، والكتابة ، والقراءة ، والإصغاء ، ومهارات التفكير ، ومواجهة المواقف ، وحل المشكلات ، ومهارات تقدير المشاعر والتجاذب نع العميل .
2- توافر بعض الاتجاهات الإيجابية ، فاتجاهات الأخصائي الاجتماعي نحو نفسه ذات تأثير كبير في تحديد العملية الاتصالية ، كما تتوقف اتجاهات الأخصائي الاجتماعي نحو الموضوع على مدى إيمانه بمهنته ورسالته وإيمانه بقيمة الخدمة الاجتماعية واقتناعه بأهداف المؤسسة التي يمثلها . 
3- توافر المستوى المعرفي الملائم للأخصائي الاجتماعي عن الموضوع . 
4- النظام الاجتماعي والثقافي ، حيث أن الأخصائي الاجتماعي يتأثر بمركزه في النظام الثقافي والاجتماعي . 


8- مهارة المشاركة :- 
يمكن اعتبار المشاركة بين كل من الأخصائي الاجتماعي والعميل نوعاً من التفاعل المشترك بين الاثنين الذي أوجدته جاذبية لبعضهما البعض ، أو إحساس موثوق بين الطرفين خاصة من العميل تجاه الأخصائي الاجتماعي . 
ومن بين المهارات الهامة والأساسية في عملية المشاركة ما يلي :- 
1- البناء :- 
هو يتخذ عدة أشكال تتمثل في البناء المباشر ، حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي بإخبار العميل مباشرةً بما هو متوقع أو ممكن الحدوث ،
أما البناء غير المباشر فهوالذي يستخدم فيه الأخصائي الاجتماعي الاتصال غير اللفظي ، بغية تشجيع العميل على السلوك الملائم أو منع السلوك غير السوي . أما البناء الإيجابي ففيه يتم إخبار العميل بما يجب عليه فعله أو ما يجب عليه أن يتوقعه . 
2- تجاوز الاختلافات :
في حال تواجدت الاختلافات بين الأخصائي الاجتماعي والعميل فهذا من شأنه أن يزيد من رقعة المسافة بينهما . 
ومن بين تلك الاختلافات الموضوعية الاختلاف في النوع أو  الجنس أو الطبقة الاجتماعية . 
3- التوقيت :- 
يتوقع أن يحصل الأخصائيون الاجتماعيون في المواعيد المحددة للعمل وأن تُعطى المواعيد للعملاء في يوم معين وساعة محددة . ويُتوقع من العملاء الحضور في تلك المواعيد المحددة 
4- الابتعاد عن إصدار الأحكام :- 
من الأجدى للأخصائي الاجتماعي أن لا يطلق على عملائه مسميات مثل المنحرفين أو الجانحين وغيرها ، وعليه ألا يحكم على سلوك العميل إن أراد أن يدخل معه في مشاركة فاعلة وهادفة . 
5- الاستخدام السليم للاتصالات غير اللفظية :- 
عندها يدرك العميل أن الأخصائي الاجتماعي شخص دافئ المشاعر ، ربما كان ذلك مدعاةً لأن يكون أكثر استعداداً للمشاركة والعمل بهمة وسرعة مع الأخصائي الاجتماعي  والعكس صحيح . 
وتضم هذه المهارات ما يلي :
أ- نظرات العين . / ب- تعبيرات الوجه . /ج- المكان . /ث- طريقة الجلوس . 
9- مهارة المناقشة :- 
مهارة الأخصائي الاجتماعي في المناقشة والتفاعل مع العميل أن تظهر الاهتمام بالعميل ، والمقدرة على بث شعور صادق بدواخله مما يعزز بدوره من العلاقة المهنية بين الطرفين ، ويعمق من روح المشاركة الفاعلة والمثمرة بينهما . 
10- العمل الفريقي :- 
يضم أي فريق عمل تخصصات وأدوار مختلفة ، وتفاعل أعضاء فريق العمل مع بعضهم البعض يمكن أن يعزز من الثقة المتبادلة بينهم ويكونوا أكثر رغبة ً في التعامل المشترك ،الأمر الذي يمكن أن يحقق الهداف بدرجة عالية من التفرد.
تم وضع أربع مراحل لنمو فريق العمل تتمثل فيما يلي :- 
1- المرحلة الأولى : مرحلة التكوين وهي المرحلة التي يتكون فيها الفريق من مجموعة من الأفراد . 
2- المرحلة الثانية : مرحلة الانتقال باعتبارها مرحلة تتسم بالصراع . 
3- المرحلة الثالثة : مرحلة بناء المعايير والتي يعمل فيها الفريق معاً بصورة متكاملة. 
4- المرحلة الرابعة : مرحلة الأداء وتتسم باستخدام أقصى القدرات لتفعيل الأداء . 
ثانياً : المهارات المتقدمة :
يتم استخدام المهارات المتقدمة وباعتبار أنها مهارات تأثيرية ، بطريقة انتقائية أي بمعنى أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بتطبيق المهارة التي تتلائم والموقف الذي يتعامل معه وبحسب طبيعة وظروف الحالة . 
وتتضمن هذه المهارات ما يلي :- 

1- مهارة التفسير :- 
بعد استماع الأخصائي الاجتماعي لمشكلة العميل وعرض كافة تفاصيلها ، عليه أن يتفاعل معها بالصورة التي تعمل على تزويد العميل بأفكار جديدة يمكن أن يستخدمها في تفسير المشكلة .    
2- مهارة التوضيح :- 
هي مهارة يستخدمها الأخصائي الاجتماعي في حال وجد أن العميل قد بنى أحكاماً وتحليلات لا تستند على حقائق موضوعية . 
3- التعبير الذاتي :- 
هي من المهارات المتقدمة التي يستخدمها الأخصائي الاجتماعي بحرص مع العميل الذي لا يبذل جهوداً حقيقية تجاه حالته .  
4- مهارة المواجهة :- 
المواجهة تعني كشف التناقضات وعدم المواءمة وربما يؤدي استخدامها في العلاقات والاتصالات العادية بين الناس إلى حدوث خلافات كبيرة . 
فعندما يقوم أي فرد من الأفراد بالتحدث مع آخر عن التناقض في أسلوبه ووفقاً لطبيعة البشر فإن مثل هذا الأسلوب قد يعتبره الفرد من قبيل الهجوم الشخصي عليه أو نوع من الإحراج والتقليل من شأنه . لذا فالأمر يتطلب من الأخصائي الاجتماعي الحرص الشديد وأن يراعي ثقافات العملاء الذين يتعامل معهم .  
5- مهارة المتناقضات :- 
التي يمكن أن تظهر على هيئة منظومة يلاحظها الأخصائي الاجتماعي أثناء مناقشات العميل واتجاهاته وسلوكياته خلال عملية المساعدة . 
ومثل هذه المتناقضات يمكن أن تؤثر في تحقيق الأهداف على اعتبار أنها تعوق مقدرة العميل على إحداث التغيير وتعديل الاتجاهات والاتصالات الهادفة مع الأفراد والأنساق الأخرى . 
6- مهارة الإرشاد المباشر :- 
أن تُستخدم مهارة الإرشاد المباشر في ظروف خاصة حسب تطور واحتياج الحالة ، وهي لا تُستخدم مع جميع العملاء ولايمكن تطبيقها إلا بعد أن تمتد وتتطور العلاقة المهنية بين الأخصائي الاجتماعي والعميل .
7- مهارة التقدير :- 
أن التقدير يتطلب من الأخصائي الاجتماعي المهارة في جمع المعلومات الصحيحة والتي تتلائم وعملية المساعدة ، وأن توفر شيئاً قيماً يفيد في الوصول إلى الحلول العلاجية .
كما أن التقدير يتطلب الفاعلية والمصداقية والدقة ، وبالتالي من الضروري أن تبتعد التقديرات عن الانحيازية كي لاتفقد مضمونها أو لايُبتعد بها عن النزاهة المطلوبة في علاج الحالات أو المواقف الإشكالية المختلفة . 
نظريات الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :- 
1- نظرية القوة :- 
أنها تُبنى على أساس روابط ومصالح مشتركة بما فيها المصالح الاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها ، وأن الأفراد والجماعات والمجتمعات تختلف بعضها عن بعض في مدى قوتها وتتميز كل قوة داخل النسق الفرعي لها ومع أنشطة المجتمع ، وأن القوة تمكن المشتركين فيها من تحقيق مالا يستطيع كل منهم تحقيقه بمفرده
وبإمكان الأخصائي الاجتماعي الاستفادة من هذه النظرية في ممارسته العامة للخدمة الاجتماعية في التالي :- 
1- تعرف طبيعة بناء القوة في المجتمع المحلي الذي يعمل في إطاره ، من أجل توظيف المعارف العلمية في دراسة بناء القوة التي تتم من أجل مصلحة المجتمع . 
2- مساعدة المنظم الاجتماعي في توقع التغيرات التي يمكن أن تحدث في القوة ، باعتبار أن القوة متحركة ومتغيرة وليست ساكنة ، وكذلك في وضع الخطط المناسبة للتعامل معها . 
3- استفادة المنظم الاجتماعي من بناء القوة في حث الآخرين في المجتمع على المشاركة الفاعلة في جهود تنمية المجتمع ، وفي وضع الأسس العلمية الملائمة لتحريك المنظم الاجتماعي لحل مشكلات  المجتمع . 

2- النظرية الايكولوجية :- 
تساعد في التعرف على تأثير البيئة المحيطة في المنظمة ، وتأثير المنظمة في بيئتها المحيطة .    
ويُنظر إلى المنظمات التي لا تسعى إلى إيجاد علاقة فاعلة فيما بينها وبين المنظمات الأخرى بأنها يمكن أن تعيش في عزلة وفشل بسبب فقدانها لأهم مقترحات نموها وعوامل نجاحها ، وهو التفاعل مع البيئة المحيطة بها بكل ماتضمه من عناصر وإمكانات . 
وتتلخص أهم أسس هذه النظرية فيما يلي :- 
1- إن المنظمة لا يمكن أن تنمو من دون أن تتعامل وتتفاعل مع البيئة من حولها . 
2- إن جوهر التنظيم الاجتماعي يكمن في الاعتماد المتبادل بين أفراد المجتمع والتفاعل فيما بينهم ، وبين البيئة المحيطة بهم . 
3- وجود صعوبات يمكن أن تواجه المنظمة ،والتغلب على تلك الصعاب ومواجهتها يكون في الاتصال الوثيق بالبيئة . 
4- احتواء البيئة المحيطة بالمنظمة على درجة محددة من التعقيد الناتج عن ظهور حاجات ومؤثرات جديدة باستمرار من الصعوبة التكهن بها في الوقت الملائم ، وغالباً ماتؤثر طبيعة البيئة عليها . 
5- توقف المفاضلة بين منظمة وأخرى على نوعية مواردها ودرجة تفاعلها مع البيئة المحيطة بها . 
بإمكان الأخصائي الاجتماعي الاستفادة من هذه النظرية في الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في تحقيق التالي :
1- تحديد أسلوب المشكلات المرتبطة بالبيئة المحيطة بالمنظمة ، ونوعية تلك المشكلات وتاريخ ظهورها . 
2- تعرف جميع بناءات القوة الموجودة بالمجتمع من قيادات شعبية وتنفيذية وطبيعية وغيرها ، ومعرفة مدى تاثير تلك البناءات على البيئة الداخلية للمنظمة أو على المجتمع المحلي . 
3- تعرف الجوانب التي يمكن التركيز عليها بغرض الاستفادة من البيئة في مواجهة مشكلات المنظمة والعكس . 
4- تقوية العلاقات وزيادة الثقة بين المنظمة والبيئة المحيطة بها . 
5- دراسة التوزيع المساحي والجغرافي للمؤسسات في المجتمع ، ووظيفة كل مؤسسة على حدة . 
6- دراسة ما يمكن أن تحدثه الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالبيئة من تأثير على المنظمة وعلاقتها بأفراد المجتمع . 
7- تعرف توزيع السكان بالمجتمع مع تحديد المناطق المكتظة بالسكان أو الخدمات أو الصناعات ، ومعرفة المناطق التي يكثر فيها الانحراف ، مع العمل على رسم خريطة اجتماعية لتلك المناطق ووضع الخطط الملائمة مع كل منطقة
3- نظرية النسق :- 
فهو يتألف من مجموعة من العناصر ، او الوحدات الأساسية التي ترتبط 
بعضها مع بعض وتشكل علاقة معينة . 
وقد حدد علماء الاجتماع نوعين من الأنساق ، هما :- 
1- النسق المغلق : هو الذي يستقبل مدخلات من داخله ، حيث كانت تنظر إلى المؤسسة على اعتبارأنها نسق مغلق ، وأن الاهتمام ينصب على الوظائف الداخلية من دون الاهتمام بالقوى الخارجية وبعملية التغذية العكسية . 
2- النسق المفتوح : هوالذي يستقبل من خارجه مدخلات الطاقة والموارد وفق احتياجاته وحدوده في هذا الصدد ، كما أنه يجد التدعيم من البيئة الخارجية ويتميز بعملية التغذية العكسية ، من أجل أن يؤمن توازنه ويتكيف داخلياً وخارجياً . 
يمكن من خلال مفهوم نظرية النسق النظر إلى المجتمع على اعتبار أنه يمثل النسق الأكبر وأن المؤسسات الموجودة فيه عبارة عن أنساق فرعية ، وأن هناك علاقات تفاعلية بين المجتمع كنسق أكبر وبين المنظمات كأنساق فرعية ، فالمجتمع يساعد المنظمة على إشباع حاجاتها ، وعندما تتحقق كأنساق فرعية ، فالمجتمع يساعد المنظمة على إشباع حاجاتها ، وعندما تتحقق أهداف المؤسسة فبالتالي تسهم في إشباع حاجات المجتمع .
كيفية تطوير الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية :
على الأخصائي الاجتماعي أن يجتهد في الممارسة العامة الحديثة الشكل والمضمون للمهنة ، بما يجعلها مرنةً وقادرة على التفاعل ، ومن ثم استخلاص طريقة موحدة جديدة توجد التكامل المطلوب . فالأخصائي الاجتماعي في هذه الحالة لا يتعامل مع طريقة معينة بل يختار الطريقة أو الأسلوب الأمثل التي يمكن أن يوصله إلى هدفه . وفي ظل عدم تقيده بطريقة معينة ، فقد يرى إمكانية العمل مع آليات وأساليب تتبع لخدمة الفرد مع مشكلة أوحالة تتعلق بالجماعة أو تنظيم المجتمع ، طالما رأى أنها توصله إلى الهدف المطلوب . 
بالممارسة العامة الحديثة بإمكان الأخصائي الاجتماعي الخروج من نطاق عمل واحد ، والانتشار لتحقيق الأهداف بتكامل من حيث الاهتمام بالنوعية وليس الكيفية . ويمكن أن يستفيد الأخصائي الاجتماعي من تكامل طرق الخدمة الاجتماعية من حيث الفلسفة والمبادئ والقواعد العلمية وأن يحاول تقريب الاختلافات بين كل طريقة وأخرى في بعض الجزئيات وتطويعها من خلال إتباع أسلوب يضمن تفاعلها وتكاملها وإسهامها في حل القضايا الاجتماعية التي يتولى علاجها .  
تطويع مفاهيم ومبادئ وفلسفة الطرق الخدمة بالصورة التي يمكن أن يستفيد منها أفراد وجماعات المجتمع في مواجهة مشكلاتهم والتكيف مع بيئاتهم وإحداث التغيير المنشود وبالتالي تفعيل عمليات بناء وتطوير المجتمع . 
ويأتي إعداد الأخصائيين الاجتماعيين إعداداً علمياً وعملياً من بين الأساليب الهامة والحيوية التي يرتكز عليها نجاح الممارسة العامة للمهنة ، ويأتي ذلك من خلال إتقان المهارات وتحقيق أكبر قدر ممكن من التعاون والتنسيق فيما بين الأخصائيين الاجتماعيين واستفادة كل منهم من خبرات الآخر في العديد من المجالات كمعرفة أنسب الصور والأساليب للتدخل المهني الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في المواقف التي تعوق عملية التوافق والتكيف الاجتماعي . 
عناصر الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية :- 
1- وحدة المنهج العلمي :- 
من المعروف أن كل طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية تستند إلى قاعدة علمية واسعة ، التي تتيح لها أن تمارس مهامها وعملياتها من منطلق فهم عميق موسع ، وأن تحلل مختلف المواقف والمشكلات التي تواجه الفرد والجماعة والمجتمع بصورة مسهبة ، وأن تعمل على تشخيص تلك المشكلات بما يمكن من وضع السبل العلاجية الملائمة والبرامج الوقائية الخاصة بكل حالة على حدة ، سواءً كان ذلك في الوقت الحاضر أو في المستقبل . 
2- وحدة الأهداف :- 
وتؤمن طرق الخدمة الاجتماعية بضرورة تغيير الأفراد والجماعات لاتجاهاتهم وسلوكياتهم في الحياة .  
يفيد ذلك في اكتساب عادات وقيم وتنمية جديدة وتطوير للقدرات والاتجاهات وتعديل للسلوكيات بما يتماشى ذلك مع القيم والمعتقدات السائدة بالمجتمع ، وبما يمكن من إحداث التفاعل المطلوب بين أفراد المجتمع فيما بينهم ، وبين الجماعات وغيرها وفي داخل المجتمعات . 
3- وحدة الفلسفة :- 
تذهب طرق الخدمة الاجتماعية ، ومن خلال فلسفتها ، إلى أن الإنسان فرد فاعل ومساهم في التنمية الاجتماعية فترى أهمية تحسين مستوياته في الحياة عبر مايمكن أن يلعبه الأخصائي الاجتماعي من أدوار ، وفي إطار قيم ومبادئ هذه الفلسفة التي تؤمن بضرورة الاهتمام بكرامة الفرد وعدم التفريق والتمييز بينه وبين آخر . 
4- وحدة المبادئ :- 
تقوم على أساس أن لكل إنسان حاجاته المادية والنفسية التي يريد تحقيقها الأمر الذي يدخله في دائرة من التفاعل الاجتماعي بينه وبين أبناء مجتمعه الذي يعيش فيه . 
من أهم المبادئ التي تستند إليها طرق الخدمة الاجتماعية ما يلي :-  
1- المساعدة الذاتية . 2- التقبل . 3- حق تقرير المصير .  4- المشاركة .  5- السرية . 6- العلاقة المهنية . 
5- التكامل في التطبيق والممارسة :- 
والتكامل في الممارسة العامة ، والمقدرة على التطبيق ، يفيد الأخصائي الاجتماعي ويوفر له معرفة واسعة وأساساً من المهارات الواسعة يمكنه من أن يختار بنفسه الأسلوب الملائم والفاعل في خدمة عملائه .   
إن الأخصائي الاجتماعي هو الذي يكتسب معارف الممارسة ومهاراتها على نطاق واسع فيقوم بدراسة وتقدير مشكلات العملاء ، وإيجاد الحلول المناسبة لها بصورة متكاملة وذات شمولية واتساع ولكي تنجح الممارسة وتطبيقاتها مع طرق الخدمة الاجتماعية وتتكامل في مهامها ، لابد أن يستعين الأخصائي الاجتماعي بقاعدة من العلوم والمعارف والقيم المهنية والمهارات لتحقيق التغيير في كل الأنساق التي يتعامل معها .


6- التكامل على مستوى الإعداد المهني للممارس :- 
هو عملية هامة لنمو الذات المهنية لدى لأخصائي الاجتماعي فيعمل على تطوير أهداف طرق الخدمة الاجتماعية بما يمكنها من الاشتراك في عمليات التغيير في المجتمع بصورة تكاملية . فالرغبة في خدمة الغير ومساعدتهم وحل مشكلاتهم والانتماء إلى المهنة ، والنضج العقلي ، والمعرفة بخصائص المجتمع الذي يعيش فيه من عادات وتقاليد وقيم خلقيه وبحقائق العلوم الإنسانية المتعلقة برفاهية الإنسان ، والإعداد النظري ، والقاعدة العليمة ، تعد جميعها حجر الزاوية في ممارسة طرق الخدمة الاجتماعية بتكامل مع بعض وصقل التفاعل فيما بينها وربط النظرية بالتطبيق من خلال ممارسة تعتمد على الأسس العلمية لتحقيق النمو الاجتماعي .
دواعي تكامل طرق الخدمة الاجتماعية :
هناك العديد من المبررات هامة وضرورية في تكامل طرق الخدمة الاجتماعية ، وجوهرية لتحقيق الأهداف المرجوة وتتمثل في التالي :-
1- وجود هدف معين لمهنة الخدمة الاجتماعية بحيث يتمثل في تحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية للفرد ، وبالتالي فأياً كانت الطريقة التي يتدخل بها الأخصائي الاجتماعي في أي موقف من المواقف ، فإن الهدف الرئيس منها هو مساعدة الحالة المعنية وإشباع حاجاتها وتمكينها على مواجهة مشكلاتها
2- حاجة الإنسان أو مشكلته هي في الغالب ثلاثة الأبعاد وثلاثية الضغوط، فهناك الفرد الذي ينتمي إلى جماعة ويرتبط بمجتمع وبالتالي فإن لأي مشكلة أسبابها التي ربما يتعلق بعضها بالفرد نفسه أو الجماعة التي ينتمي إليها أو المجتمع الذي يعيش فيه . 
3- تحتاج جهود مهنة الخدمة الاجتماعية لمساعدة أي من الوحدات التي تتعامل معها ، فردية كانت أم جماعة أم مجتمع ، إلى التضافر من خلال استخدام المعارف والمهارات المتعلقة بكل الطرق .
4- على الرغم من خصوصية كل طريقة من الطرق وتميزها عن غيرها ، إلا أن كلاً من هذه الطرق يخضع لأربعة عناصر تتمثل في : المنهج العلمي ، ووحدة الفلسفة ، ووحدة الهدف ، والتكامل في التطبيق ، الأمر الذي يؤكد على ضرورة التكامل بين جميع طرق مهنة الخدمة الاجتماعية . 

5- إن طبيعة إعداد الأخصائي كممارس عام على مستوى المرحلة الجامعية في الدول العربية يؤكد على أسلوب تعامل الخريج مع المشكلات بصورة تكاملية حيث يستفيد من جميع معارفه ومهاراته وخبراته التي اكتسبها من دراسته لطرق الخدمة الاجتماعية ومن تدريبه الميداني أثناء إعداده المهني ووفقاً لطبيعة الموقف الذي سيتدخل للتعامل معه .  

هناك 6 تعليقات: