الخميس، 23 مارس 2017

تكلمي عن مدرسة التفاعل الرمزي وماذا يعني ( الرموز والنفس والأنا والذات والعقل البشري كأدوات علمية تنظيرية للإعتماد عليها لدراسة السلوك ) مع امال فلمبان


النظرية التفاعلية الرمزية 
تعد التفاعلية الرمزية واحدة  من المحاور الأساسية  التي تعتمد عليها  النظرية الاجتماعية  في تحليل الأنساق الاجتماعية وهي تبدأ بمستوى الوحدات  الصغرى، منطلقة منها لفهم الوحدات الكبرى بمعنى أنها تبدأ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي.
فأفعال الأفراد تصبح ثابتة لتشكيل بنية من الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز وهنا يصبح التركيز إما على بنى الأدوار والأنساق الاجتماعية أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
ونشاء منظور التفاعلية الرمزية بوصفة دليل عمل سوسيولوجي لفلسفة الذرائع التي اهتمت بالخبرة الإنسانية بوصفها منبعا للمعرفة منطلقة في صياغة أفكارها من الاهتمام بالخبرة السابقة أساسا لتنظيم الحاضر والمستقبل من خلال إيمانهم بمبدأ (صحة المقدمات تقاس بصحة النتائج).
 كما ولد هذا المنظور اهتماما بمفاهيم لها دور في فهم الاتصال والتفاعل فهذا المنظور ينظر إلى أن البشر يسلكون إزاء الأشياء في ضوء ما تحمله  تلك الأشياء من معان ظاهرة لهم،وهذه المعاني حصيلة للتفاعل فالبشر يستطيعون تعديل المعاني من خلال عمليات التأويل التي يستخدمها الأفراد في تفاعلهم مع الرموز. أي أن التفاعلية الرمزية اتجهت نحو فهم الذات الفاعلة والنفس البشرية من خلال فهم العمليات التفاعلية والعكس صحيح.
المصادر التي يستمد منها التفاعل الرمزي معانية ودلالاته:
1.المصادر التجريبية
هي التي تشتق منها الرموز الحسية كالفلاح أكثر الناس قربا في هذا المجال فبحكم اتصاله المستمر بالطبيعة والتجربة نراه يضفي معان على شكل السحب ويعطيها رموزا في حياته اليومية ،كما تنشا علاقات رمزية بينة وبين حيواناته بالتشاؤم والتفاؤل فيهم.
2.المصادر  الغيبية
هي القوى او العوالم التي لايستطيع الانسان ان يدركها  حسيا ولكنه يخترع رموزا للتعامل معها وتفادي غضبها
3. المصادر الصورية
وهي عبارة عن صور الاماكن والشخصيات والقصص والمسرحيات فمعظم هذه الصور هي رموز لمعان وافعال وحياة اجتماعية وقعت ام لا ولكن هذه الرموز ضرورية لخلق نسق اجتماعي من الحركة والفعل المنتظم وحتى القصص والمسرحيات تعتمد كثيرا على الرموز لتنقل المعنى المراد نقله الى الجمهور سواء كان ايجابيا او سلبيا
4.المصادر الاجتماعية
وهي المخزون الاجتماعي المادي او المعنوي الذي يشكل رموز يستعين بها الفرد او المجتمع فهو وسيلة الفرد والجماعة للتعبير عن نفسها ورغباتها فكل شي في المجتمع قابل للترميز فبعض علماء الاجتماع يعتقدون ان الظروف الاجتماعية القابلة للترميز هي الظروف القاسية كالزواج والولادة , حيث تشكل هذه المناسبات تتبعا للحركات تولد بعضها البعض وفق لمخطط الزامي يعين لكل مشارك دورا , فهناك بعض علماء الاجتماع يعتقدون ان بعضا من الاحداث الاجتماعية غير قابلة لان تتحول الى رموز الا بطريقة غامضة فالدموع لاترتبط بالحزن في كثير من الاحوال بل هي ترتبط بالمواقف والمعاني المختلفة التي تسبغها الثقافة على الدموع وكذلك رتبة شخص معين ومكانته الاجتماعية ليس من السهل ترميزها الا بفضل استعمال اخر للرموز وهي الاستدلال على مكانة الشخص من ملابسه او شكله ونوعية الاسلوب اللغوي الذي يستعمله  فالرموز لا تنقل الصور الاجتماعية بشكل كامل   
 التفاعل :  
وهي سلسلة متبادلة ومستمرة من الاتصالات بين فرد وفرد أو فرد مع جماعة أو جماعة مع جماعة.
المرونة:
وهي قدرات الإنسان  أن يتصرف في  مجموعة ظروف بطريقة  واحدة في وقت  واحد وبطريقة مختلفة  في وقت آخر وبطريقة  متباينة في فرصة  ثالثة.
الرموز:
هي مجموعة من  الإشارات المصطنعة  يستخدمها الناس  فيما بينهم لتسهيل  عملية التواصل  وهي سمة خاصة  في الإنسان وتشمل  عند جورج ميد اللغة وعند بلومر المعاني وعند جوفمان الانطباعات والصور الذهنية .
الوعي الذاتي:
وهي مقدرة الإنسان  على تمثيل الدور  فالتوقعات التي  تكون للآخرين عن  سلوكنا في ظروف  معينة هي بمثابة  نصوص يجب أن  نعيها حتى نتمثلها على حد تعبير جوفمان .
  
المفاهيم الاساسية لاتجاه التفاعل الرمزي 
ليس لظواهر المجتمع وجود خارج نطاق وعي الأفراد وإدراكهم والباحث ما هو إلا فرد يعيش في المجتمع ، فعلى الباحث عندما يدرس هذه الظواهر أن يتسلح بقدر من الوعي العلمي الذاتي ثم يشتق لنفسه من الأدوات ما يمكنه من الغوص في نفوس الأفراد لا ستخلاص ظواهر المجتمع ، فكان التركيز على هذه الأساليب الجديدة في جمع البيانات عن الظواهر الاجتماعية .
الذات هي الموضوع الأساسي للتفاعل الاجتماعي، فهي تحمل كما هائلا من التفسيرات المختلفة للموضوعات وتعتمد في ذلك على الرموز وشبكة الاتصالات  الرمزية.
الموضوعات أو الظواهر الاجتماعية  الخارجية لا تحمل معاني داخلية خاصة بها،إنما يكمن وجودها في المعاني التي يضفيها الأفراد عليها فأي شي يقع خارج نطاق الذات ويتجه نحو التفاعل سواء كان فيزيقيا كالطاقة أو تخيليا كالغول أو طبيعيا كالمطر أو مجرد كمفهوم العدالة أو متصلا بشخص معين وهذه المعاني التي يضفيها الأفراد على الموضوعات تظهر بصورة تلقائية أثناء عملية التفاعل.
تلعب الرموز كما تعكسها اللغة دورا في إضفاء معان معينة على الموضوعات الخارجية فهي وسيلة الذات في التعرف على العالم 
إيواء الذات والمقصود بذالك ترجمة الذات إلى ذوات ومخيلات للآخرين وهذا يتيح نشأة العادات والتقاليد والأعراف وهنا يصبح السلوك اجتماعيا واكبر من السلوك القائم على الدوافع الفردية ومن العلامات التي تعكس محاولة إيواء الذات ارتداء ملابس معينة واتخاذ اسماء معينة واتباع طريقة معينة في الحديث 

رواد نظرية التفاعلية الرمزية 
جورج هربرت ميد / هربرت بلومر / جوفمان ارفنج

جورج هربرت ميد
ميد عالم أمريكي في علم النفس الاجتماعي . ومؤسس نظرية التفاعلية الرمزية. واهم من وضع أسس التفاعلية الرمزية في علم الاجتماع على الرغم من أنة فيلسوف مهتم بالعمليات الاجتماعية أكثر من كونه عالم اجتماع
المجتمع والسلوك الاجتماعي 
 يرى ميد أن هناك علاقة تبادلية بين الذات والمجتمع فالمجتمع هو حصيلة تفاعل مستمر بين العقل البشري والنفس البشرية كما إنهما يتشكلان أصلا عن طريق التفاعل أي من خلال التنشئة الاجتماعية والتي تعد مفهوما مركزيا عند ميد والتفاعلية الرمزية لأنها لها القابلية على صياغة سلوكنا في ضوء ما يتوقعهه الآخرون منا.
إن السلوك على وفق طروحات ميد يجمع ثلاث عناصر أساسية (العقل،النفس،المجتمع).
ووفق أفكار ميد نجد أن الذات تشمل العقل والنفس.
والعقل عند ميد يعني القدرة على  تمثل الرموز والإشارات التي لها معاني اجتماعية وثقافية والتي يكون بموجبها السلوك ممكنا .
إذ ينمو الإنسان عقليا من خلال عمليات التقليد للرموز التي يستخدمها الأكبر منة سنا ، وبعد مرحلة الطفولة الأولى يحاول الطفل أن يختار لنفسه سلوكا بين جملة أنماط سلوكية وهنا تكون مهمة العقل إدماج الطفل بالمحيط الاجتماعي مع العلم إن قدرة الإنسان على اكتساب الرموز سواء كان ذلك تقليديا أم اختياريا عملية قابلة للتطوير والتغير
ابرز المفاهيم عند جورج هربرت ميد:
١. العقل
٢. الذات (النفس ): وحدة اجتماعية مميزة عن الكائن الفيزيقي، رغم طبعاً، أنه لا يمكن أن تظهر إلا على أساس هذا الكائن. تظهر النفس في سياق خاصص للخبرة والتفاعل الاجتماعي، وتظل تتطور في علاقتها بالعملية الاجتماعية والأفراد الموجودين فيها.
٣. مكونات النفس: قسمها إلى جزأين:
*الأنا الـ (I): وهو جزء عفوي مندفع.
*الذات الاجتماعية (Me): وهو جزء اجتماعي ضميري ناشئ عن القيم والمعايير والتوقعات الاجتماعية.
٤. الـذات البيولوجيـة: الذات عند ميد هي وحدة بيولوجية وهي الميل المندفع للتصرف أو رد الفعل لمؤثر معين " تحت ظروف عضوية معينة، كالجوع أوو الغضب وغيرها من لاندفاعات.
٥. المجتمع: مفهوم المجتمع الإنساني عند ميد يصر على تقدم وأولوية الخبرات والسلوك الاجتماعي الآني والموجود. 
٦. فلسـفة الحاضر
٧. الانبثاق
٨. النسبية
٩. فلسـفة الفعـل
الانتقادات التي وجهت لجورج ميد 
غموض الرموز والإشارات هو نفسه يمكن أن يوجه لنظرية ميد الرمزية وخاصة في مسالة الاتصال والتبادل ،فلم يوضح ميد فيما يعتقد الكثيرون فكرة الاتصال الكامن في التفاعل ، فلقد دافع ميد عن تصور تبادل النشاط للاتصال اللغوي أو بالأحرى اللغة التي يميزها عن الأسلوب والكلام
إن مفهوم الإدراك الذي اعتمد علية ميد في تمثل وتشرب المجتمع من خلال التفاعل مع الاخرين يثير هو الأخر مشكلة اجتماعية ، فليس سلوك الأفراد هو نتيجة إدراكهم لأنفسهم من خلال الصورة التي يرسمها الآخرون عنهم ، في ظل الكثير من الأفراد لا يعترفون بصورة الاخرين عنهم بل ويرفضونها
إن نظرية التفاعل الرمزي وجه أخر أو شكل متطور لنظرية التوازن والنظام الاجتماعي حيث أنها جمعت بين علمي النفس والاجتماع في تفسير السلوك الإنساني

هربرت بلومر
ركز هربرت بلومر اهتمامه حول دعم وتطوير مفاهيم ميد وذلك من خلال دراسته الامبريقية للسلوك الجمعي ولكنة أيضا حاول أن يعمق تحليلات التفاعلية الرمزية للمجتمع فضلا عن اهتمامه بمناقشة المناهج السوسيولوجية الملائمة لمنظور التفاعلية الرمزية
منهجيته 
انتقد هربرت لومر كثيرا من أفكار النظرية الوظيفية  وبالذات تصورها للمجتمع .
إذ لا يرى النظرة للمجتمع أو الجماعات على أنها انساق اجتماعية . بل يجب أن ننظر إلى سلوك الجماعة على انه تعبير عن نسق يوجد إما في حالة من التوازن ، أو انه يسعى نحو تحقيق التوازن . أما أن نتصور سلوك الجماعة على أنة  تعبير عن وظائف يقوم بها المجتمع ، أو تقوم بها جماعة ما ، أو تدرس سلوك الجماعة على انه تعبير خارجي لعناصر قائمة في المجتمع أو في الجماعة، كما تتمثل العناصر في الحاجات الثقافية، أو أغراض المجتمع،أو القيم الاجتماعية ، أو الضغوط التي تفرضها النظم . فكل هذه الأفكار تتجاهل النظرة إلى حياة الجماعة

جوفمان ارفنج
جوفمان ارفينج عالم اجتماع أمريكي حقق شهرة واسعة في مجال علم الاجتماع بفضل تحليلاته لأسلوب العلاقات مابين الأشخاص.وصاحب شخصية محورية في علم الاجتماع الأمريكي وتتلمذ على يد هربرت بلومر
منهجيته 
يرى أن الذات كيان اجتماعي وجد خلال عمليات التفاعل الاجتماعي .
وان الفرد لا يعي فحسب (الأخر المعمم). وإنما هو يستخدم القيم والاتجاهات السائدة في وسطه الاجتماعي 
أو هو يتعلم هذه القيم والاتجاهات ويدخلها ضمن تكوينه النفسي بطريقة تجعله قادرا على تطوير اتجاهاته الاجتماعية تلقائيا.
وتنمية خبرته ومشاعره وإتيان أفعال  اجتماعية ملائمة، كما أن أعضاء المجتمع بوصفهم كائنات على وعي بذواتهم ويستخدمون ذكائهم في تنظيم أفعالهم . والذي يقتضي نمو الذات ووصولها إلى هذا المستوى من الوعي بنفسها، والذي يتحقق من خلال العلاقات الاجتماعية والاتصالات المتبادلة بين الأفراد
الانتقادات التي وجهت لجوفمان 
يرفض جوفمان أن يرى الأبعاد الأخلاقية والثقافية الكامنة في الأدوار وكذلك ما تشكله الحاجات من ضغوط على الفرد للقيام بادوار معينة، فليست كل الأدوار هي تمثيل على خشبة مسرح الحياة،فهناك بعض الأدوار في الحياة عفوية
إن المضمون المطلق لنظرية جوفمان هو تحويل السلوك الإنساني إلى نوع من الخداع ، وهذا شيئا مؤلما إنسانيا وثقافيا، فهل تحمي الأم أطفالها وهي مخادعة ؟ وهل يشقى الأب من اجل ابنائة الصغار وهو يخادعهم؟
إن منطق جوفمان يوحي بتحويل السلوك الإنساني إلى ما يشبه لعبة العملاء والجواسيس، فالكل يخفي شيئا ما ويحاول أن لا ينكشف أمرة أمام الاخرين وبناء على ذلك يلصق جوفمان صفة التشكك والريبة بجميع اوجة الحياة الاجتماعية اليومية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق